22 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

زروعُ الكرامةِ … من راحتي أمِّي/ بقلم: مرام عطية

زروعُ الكرامةِ … من راحتي أمِّي

بقلم: مرام عطية
______________
أتراهُ يغضبُ الوطنُ
إنْ أخبرتَهُ يوماً أنَّي لَمْ أكنْ بطلَ إنتاجٍ
أو جندياً في معركةِ الكرامةِ
كما يظنُّني
وأنَّ كلَّ السنابلِ التي نبتتْ
في كفيَّ هي زرعُ أمِّي ؟!
و أنَّ نهرَ الدماء الذي روى الأرضَ
هوَ وريدُ أمِّي موصولا بقفري ؟!
أيغضبُ إنْ أخبرتهُ
وأنَّ السَّواقي الَّتي جرتْ على وجنتيَّ
حينَ افترسَ ذئبُ الحربُ أولادي
و سلبني كنوزي هدم منزلي
حينَ اجتثَّ زروعي و لبسَ ثيابي
هي انسكابُ عيني أمِّي ؟!

وهلْ يُصدِّقِ أنَّي فلاحٌ بليدٌ
يداهُ عقيمتانِ لَمْ تُخصبْ يوماً سنبلةً ؟!
وأنَّ البساتينَ الَّتي أزهرتْ
على ضفَّتي بردى
و السِّنديانَ السعيدَ على ربا الوادي الخصيبِ
أو كرومَ السويداءِ وصفصافَ حمصَ
شربَتْ كلُّها من حنانِ أمِّي
و أنَّ الزعترَ البريَّ و بياراتِ البرتقالِ والزيتونِ
في سهولِ العاصي واللاذقيةِ
هي تراتيلُ الجمالِ في صلاةِ أمِّي ؟!
وأنَّ الثِّمارَ اللذيذةَ في حقولي
هي من عرقِ أبي وراحتي أمِّي ؟!

وماذا أقولُ
لو جاءَ مبتسماً يسألني
كيفَ يكافئ أمِّي ؟!
أأدلَّهُ على مساماتِ جسدي
وشرايينَ دمي ليهديها عقيقهُ ؟!
أتراهُ يعرفُ أنَّ أمِّي أنفاسُ حياتي
و أنَّهُ حين يسقيني حبَّهُ
فإنهُ يُنبتُ الحياةَ في عظامَ أمِّي ؟!
——–
مرام عطية

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.