سأحمل نفسي/نجاح هوفك
سأحمل نفسي……
سأحمل نفسي وأغادر …
كما لم ألتقيك يوماً في ساحة الدار…. حين كان العشب يحضن قدماي, وترتجف ..كلما ارتطمت بأسلاك السياج حول حديقتنا الصغيرة..
سأحمل نفسي….مع بعض الصور في رأسي والكثير من الخيبات تلتحف مخيلتي كلما ههممت بالنوم …
سأحمل نفسي كما لم أعش يوماً هنا بين هذه الجدران التي لامستها آلاف المرات…
متأكد أنها سمعت صراخي وصمتي..
ضحكت على شخيري وهمهماتي في ليالي التعبة..
سأحمل نفسي مجدداً… وأقف تحت مزاريب الوقت، حين يخرج الصباح متهالك القوى من بين أنياب المساء، الذي لا ينفك يخرج لسانه ساخراً…
ويعاتبني:
أيها الممل…أيها المتسكع..
إلى متى ستحمل نفسك وتجوب طرقات الروح والأحشاء الموحلة..
إلى متى ستبحث عن الأجوبة وتتوه في عناقيد العمر الساخر..وأعود !!
أعود الى نقطة البداية..وأحمل نفسي لأعبر أول حاجز إلى العالم الآخر..حيث سأرمي أحذيتي في أول بركة من النفايات وأدلدل رجلي في مياه نهر لا لون له و لا رائحة…..
لقد نزف أنفي وهو يحاول عبثا التقاط بعضا من الرائحة…..
آه.. لا أشم رائحة الطحالب أو حتى مخلفات الأسماك..
هذه بداية جديدة للحمل الجديد !!! .. بدون وحل .. بدون غبار …وكثير من أوراق الشجر..سأقذف نفسي بينها علني أرتاح قليلاً فقد حملتها أياماً … شهوراً…لا بل أكثر..
سأقذفها..نعم… لتحتويها هذه الأوراق بعض الوقت..
أدرت ضهري لأخذ غفوة…لكني لم أستطع لأني اشتقت لنفسي ..ناديت عليها…
ركضت .. حتى أدميت قدماي
لقد ذهبت بعيداً بعيداً..
واشتقت لحمل نفسي ..وصار الشوق يداهمني حتى أصبح حلما” …..!!!!
. . …………………..
…………………. نجاح هوفك
من كتابي /قصاصات حلم غائب/ح