نشيدُ الغياب شعر
تعلل إذا ما انكشفت على سُلّمِ الوقتِ،
لا ترتبكْ مثلَ غصنِ السفرجلِ،
كنْ صادقا حين تُضفي على صوتِكَ الوجدَ،
مثَّل كأنَّكَ في مسرحِ الزارِ،
كنْ ليناً في الحديثِ مع المتعبين،
ولا ترتبطْ بالمواعيدِ في آخرِ الليلِ،
فالحبُّ لا يشتهي أن يغادرَ من مبتداه،
وعلِّلْ غيابَك عن من تحب بحمى المخاضِ،
ولا تكترثْ بالذي لا تراه.
***
أفِضْ يا رفيقي..
أفِضْ في شجونِكَ حتى ترقَّ الهواجسُ،
علَّ الذي خِلتَه قابَ قوسين يحنو عليك،
ولا تصطفِ العابرين،
ولا من يلمّ شتاتَ الحديثِ،
ففي البوحِ يكمنُ سرُّ الوشاياتِ،
في البوحِ تنكشفُ الروحُ للروحِ،
تدنو الملذّاتُ من منتهاها،
و تلتَفُّ ساقٌ بساق.
***
تعلّلْ فقد لا يُعيرك ضوءُ المساءِ اهتماما،
فتسْلكُ غيرَ الطريقِ الذي لم تُرده،
فينتابُكَ الحزنُ،
لا ينبغي للمواجعِ أن تستفيقَ إذا ما تنبأتَ بالغيبِ،
دعْ صوتَكَ الغضَّ يرفو المسافاتِ بين الأخلاءِ،
غنِّ لهم ما استطابوا من الشعرِ،
حتى إذا أسرجَ الليلُ وجهَ الصباحِ تنادى السُّراه.
***
أفِضْ يا رفيقي على القولِ بعضَ التَّكَلُّفِ في الشوقِ،
زدْنَا كلاماً شهياً نواسي به حالةَ الصبِّ،
لا تستلذ الغيابَ إذا ما استوت بين أضلاعِنا جمرةُ البّعدِ،
ظلّلْ بروحِك ما الريحُ أوشت به للسنابلِ،
رتِّلْ علينا نشيدَ الرُعاةِ،
وما أوحتِ الأرضُ للعشبِ طقسَ الغوايةِ،
رددْ بصوتٍ شفيفٍ،
ألا أيها العاشقون..
العناق،
العناق.
أحمد قِرّان الزهراني