صدمة قاتلة/ نوميديا جرّوفي

صدمة قاتلة…
(قصة قصيرة)
كتمتْ أوجاعها و لم تخبر أحدا، كانت جدّ هادئة و نشيطة كعادتها، ابتسامتها لا تُفارق محياها و لو في حزنها.
ألمها كان يُمزّق أحشاءها و هي لا تشتكي، فقط تحتمل بصمت عجيب!
وحدها فقط كانت تعرف أنها تودع الدنيا.
تلك الليلة باتت سعيدة جدا لأنه كتب لها شعرا رومانسيا أحست بكلماته بشعورها المرهف و بكل قطعة من جسدها.
غفت و هي تحتضن الورقة و نامت نومتها الأبدية.
في الغد،وجدتها شقيقتها متحجّرة في غرفتها و تلك الورقة بين أحضانها كدميتها المفضلة و هي طفلة.
صُعقت و هي تتلمّس أطرافها الباردة و جسدها البارد جدا.
صرخت بأعلى صوتها،فاجتمع أهل البيت و الجميع في حالة صدمة!
كيف ماتت؟
ما سبب موتها؟
حضر الطبيب الشرعي و أخذوها للمشرحة ليعرفوا سبب الوفاة.
و في المساء أخباروهم أنها كانت تعاني من سرطان القولون.
فتعجبت والدتها: ” كيف لم نكن نعلم؟”
فأجابها طبيب من بينهم: ” كانت في آخر أيامها، و أنا كنت أعطيها مهدئات للألم، طلبت مني أن أحتفظ بسرها فوفّيت بوعدي”
بكى الجميع، و هم متعجبون من قوتها التي احتملتْ ألمًا كهذا ،و فارقتهم و هي بابتسامتها المعتادة.
لاحظ صديقها صاحب الورقة غيابها لأسبوع ،فسأل زميلة لها عنها ،فأجابته بوفاتها.
صُدم و أحسّ أنّه الأتعس لأنه فقدها للأبد و لم يرها أو يُودّعها على الأقل.
لكنه لم يعرف أنه جعلها تموت و هي سعيدة بشذرته التي كتبها لها ذلك اليوم.. فقد غادرت الحياة و هي تحمل جناحين حلّقا بها حيث لا عودة.
بقلم: نوميديا جرّوفي