ضفافُ حروفِكَ … مدينةُ بنفسجٍ/ بقلم: مرام عطية

ضفافُ حروفِكَ … مدينةُ بنفسجٍ/ بقلم: مرام عطية
________
على ضفافِ حروفكَ الليلكِيةِ مدينةُ بنفسجٍ بديعةٍ، تتسامى نبلاً وصدقاً ، تغتسلُ بالشَّوقِ كأميرةٍ ترفلُ بحريرِ البوحِ ، قزحُ الحياءِ يزنِّرها، يهمسُ في أذنِ الزَّهرِ ، جزيرةُ زمرُّدٍ تزدهي شرفاتِها بقصائدِ المطرِ وفساتينِ الشَّمسِ، الأرزُ يكحلُ رباها، والنجومُ تفتحُ أزرارَ قمصانها تسرقُ اللُجينُ ، اساقطتْ السَّماءُ شلالَ ضياءٍ على شعرها ، سرَّحتْ ضفائرها بالسنابلِ ، عطَّرتها بالفلِّ ، تتسابقُ قرى النحلِ إلى أبراجها العاجيةِ ، وأعشاشُ عصافيرها تلبسُ الربيعَ، تهيئ لعروسِ الفجرِ، ما أحيلاها مُزنةَ حبٍّ ! ! تمطرُ حسانُها توتَ الَّلهفةِ على شفاهي.
تدفقي أيتها الأبجديةُ بينَ شغافِهِ شلالَ عطرٍ، اسقيني عصيرَ حروفٍ بنكهةِ التفاحِ ومذاقِ الليمونِ، وتموَّجي بين جفوني أوراقَ خزامى، اهطلي فرحاً على حقولي الناعسةِ، هزِّي صمتَ أراجيحي، غيَّري تقويمَ الخريفِ المرِّ، انثري جمانَ حكمتكِ ونعناعَ أناقتكِ على أقدام الغدِ، عانقيني طفلةَ ماءٍ، وأبنوسةً تهوى الجمالَ، فأنا سروةٌ من مدينةِ القمرِ أستحمُ بالشَّعرِ، ولا أشربُ إلا نبيذَ الوردِ.
_____
مرام عطية