غجرية هبت ريحاً /ليث شعبان
غجرية هبت ريحاً
-1-
شتاء وثلج
وموقد الحطب
حزين قابع
في زاوية البيت
والريح تعصف
ثلجا وبردا
وشعور غريب
ينتابني
إنها ذاتي
تبحث عن الحظ.
-2-
شتاء وثلج
قصدت خيمة الغجر
في الجوار
جلست بين يديها
مثقلاً بذاتي
وآلامها
شربت فنجاني على عجل
تلقفته من بين يدي
نظرت في فلكه حائرة
دائرة عن أحلام
باحثة بين الطلاسم
لتبوح بكلام
لكي أكون راض
وأمنحها بضع دراهم.
-3-
شتاء وثلج
يا ويلي كم كنت واهم
رفعت رأسي من فنجاني
فغدوت نادم
لعنت تلك اللحظات
التي مضت
وأحسست كم كنت آثم
سحرني ذاك الخضار
الكامن في العينان
تخاله لوهلة مرجان
وشعرها الأسمر المتدلي
على الكتفان
كأنه ليل يندب الحرمان
آلمتني تلك الابتسامة الساحرة
والشامة فوق الشفتان
-4-
شتاء وثلج
نهضت
وكم وودت
لو أنني في تلك
الأحضان مكثت
بضع دراهم تناولت
ودفعت وعلى
عجل رحلت
حاولت الكتابة تلك الليل
لكن وهنت.
-5-
شتاء وثلج
دقات باب
فتحت وإذا بها
قد أتت
ذهلت
دخلت واختارت ركن
قصي
وقالت لقد هربت.
وإليك هاجرت
يا ويلي
الحرب بيني وبين الغجر بدأت
لكنها تستحق
فالقمر بين يدي
وتلك الأحضان
غدت ملكي
كل ذلك بسرعة تبادر
لذهني
هممت وتناولت تلك الشفاه
ورميت نفسي بين الأحضان
فجأة تسربت الريح باردة
لقد أتوا؟!
نهضت من نومي وإذ
بالنوافذ قد فتحت
وتطايرت كراستي
وتطايرت غجريتي
وتطايرت مناماتي.
ليث شعبان \شاعر سوري
