5 مايو، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

فدوى تشتبك مع النقد /بقلم: زيد الطهراوي

 

 

 

 

 

 

 

فدوى تشتبك مع النقد /بقلم: زيد الطهراوي

………………………

حين تتحدث عن فدوى طوقان فإنك تتحدث عن الشجر الذي ينبت في الصحراء، فعندما كانت في عمر صغير، تتفتح فيه المواهب كأنها فيضان؛ لم تحظ هذه الشاعرة المرموقة بدراسة منتظمة في المدارس، فآبت إلى نفسها في ثقافتها فأثبتت عصاميتها.

هذا ما تتنفس به رئة المراجع عن فدوى، وتذكر أيضاً أن أخاها الشاعر الفلسطيني المبدع إبراهيم طوقان كان معها في مشوارها من البدء، حين كانت بأمس الحاجة إلى مدرس يهتم بها، في ظل غيابها عن المدرسة،

وتذكر فدوى كيف درست مع إبراهيم ديوان الحماسة، وكيف قرأت وحدها البيان والتبيين،

ثم بعد ذلك سافرت إلى بريطانيا وحصلت على دورات في تعلم اللغة الإنجليزية، مما أتاح لها أن تطلع على الأدب الغربي بلغته، لا عن طريق الترجمة التي تفقد النص ثلث قيمته الفنية أو أكثر من ذلك

المنبع الأول :ثقافة عربية أصيلة، و المنبع الثاني :’ثقافة غربية من مصادرها، فإذا بفدوى تطل على العالم بموهبة صقلتها القراءة المتواصلة، و التجارب المتنوعة، و هناك منبع آخر نهلت منه فدوى، هذا المنبع هو النقد، فقد تنبه النقاد إلى أهمية الشعر الفلسطيني، و أنه جزء من تجربة الشعر العربي لا ينفصل عنها، فألف الناقد الفلسطيني شاكر النابلسي كتابه:( فدوى تشتبك مع الشعر) ليكون من المراجع المهمة عن فدوى، ليس للباحثين فحسب بل لفدوى أيضاً، لأنها كانت تتابع ما يكتبه النابلسي، و تنتقد أحيانا دقته الشديدة في نقد شعرها إلى حد القسوة، و لكنها أخيرا ربما اقتنعت بما قاله النابلسي: أن هذا النقد لا بد منه، و أنه سبيل للارتقاء، لتسير مع النقد الذي أثرى تجربتها، فإذا بها تشتبك مع النقد المتزن، كما اشتبكت مع الشعر في الأصالة و التجديد.

 

زيد الطهراوي

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.