فرح شحيح/نرجس عمران

فرح شحيح
أشعلت شمعة أمل
وجلستْ تسامر ذكراها
وحده نظرها الغارق في الخيال
المرامي على أطراف شط الأفق البعيد، مكتظ بنوارس من خلجات روحها، وحده مرسال أفكارها يسافر منها لكنه يعود لها بدمعة لازمتْ زاوية جفنها منذ أمد حتى سكنته واستقرت.
اقترب منها بهدوء كي لا يلفت انتباها
وقف خلف كرسيها المتجه نحو النافذة تأمل جمالها الهادي البسيط الذي لطالما فتنه حتى الجنون،
لم يهمس بنس كلمة، وبهدوء تام وصمت مطبق على المكان
اقترب من شعرها وأخذ نفسا عميقا عميقا جدا ليسرق شيئا من عطرها لزجاجة صدره الحنون.
ثم مدَّ يديه فجأةً وأغمض عينيها اللتين كانتا ما تزالان سابحتان في بحر الأفق.
ما كان منها إلا أن انتفضت بحركة مفاجأة
وصرخت صوتا مبعثه حنجرة خوفها الذي أستيقظ فجأة
مدت يديها على الفور لتزيل اليدين من على عينيها تريد أن تعرف من الفاعل. من الذي اقتحم حرمة خلوتها، وقض شرودها.
تناهى إلى مسامعها صوته المنسوج بخيوط من أشواق وحنان ولهفة.
كيفك أنت حبيبتي …؟
اكتملت فرحت خيالها فأذنها لا تتوه عن صوته
إنه صوته صوت حبيبها الغائب منذ أمد
ولكن كيف عاد؟! غير مهم لها هذا الجواب الآن
المهم أنه الأن عاد وكفى
واستجاب الله دعواتها، فصلواتها الطاهرة لم تذهب سدى أبدا هذه المرة.
وقفت بسرعة التفت إليه
أسرعت لاحتضانه رمت رأسها على كتفيه
فسقطت بكاملها أرضا
عندها تنبهتْ للأ سف أن الوهم لا يلمس ولا يحس أبدا
إنما هو وجود مكتمل فقط في الخيال
نرجس عمران/سوريا
شاعرة