فنجان قهوة بنكهة الطمأنينة
بقلم: آمال محمود
فنجان قهوة بنكهة الطمأنينة!
دعاني إلى فنجان قهوته المر ..
قبلت الدعوة
حملت قطع سكري ومضيت
ربما أحتاجها لأغري بها فنجانه الذاهب ضوءه
ويسر لي بنواياه!
——————–
قريبا من باب منزله ..
وقبل وصولي بنصف خطوة
هالني مشهد النار المشتعلة
وهي تفتت بألسنتها العديد من الكراسي العتيقة
وأكوام من الأحزان المعمرة
لا بأس فهناك نار ضليلة
تشتعل من تلقاء نفسها وتمطر جمرا
تجاوزتها بحذر
ملوحة لها بانكساراتي
كتأشيرة دخول!
——————–
قال مرحبا بنظرة منتصرة ..
أقبلت الدعوة؟
أجبته بابتسامتي الماكرة: قبلتها على مضض
سرت نحو كرسيه الشاغر الوحيد
جلست عليه هامسة:
ما من كرسي غيرك سيحتمل ثقل أحزاني!
——————–
قلت: أحب القهوة المطهوة ..
على نار هادئة
خذ وقتك
في حقيقة الأمر
أريد وقتا كافيا ريثما أنتهي
من طحن براكيني الموغلة في غابات صدري!
——————–
قال أراقت لك قهوتي؟
قلت لا ليست كما أشتهي
سكبتها على سجادته الممددة على أرضه الصلبة
أريد قهوة أخرى
ضحك هامسا: لا عليك سأطهو حالا غيرها
بررت فعلتي هذه
لكرسيه الممتلئ بي
أريد أن أمنحك أطول فترة ممكنة لاحتضان أجزائي!
——————–
شربت فنجان قهوته اللاذع ..
على عجل
هممت بالمغادرة
توقفت عند بابه لبرهة
قلت في نفسي بحسرة أعمار مضت
أيعقل أن هناك رجل؟
سيذوب همومي في فنجان قهوته اليومي
قطعة قطعة
عوضا عن السكر!
——————–
ودعني قائلا:
سررت بعينيك الموجوعتين
عانقته مرددة:
سعيدة بحزني بك!
——————–
مررت بناره الخامدة ..
عرفت سرها المكنون
رششت على رمادها ما تبقى في حوزتي
من قطع السكر
مضيت وأنا أضحك بصوت عال
تملؤه الدموع
أنا المرأة التي أوقدت من أجلها حرائقك!
——————–