في عينيكَ سماءٌ جديدةٌ/ بقلم: مرام عطية

في عينيكَ سماءٌ جديدةٌ/ بقلم: مرام عطية
*************
يا من تسافرُ نهراً نحو النجومِ ، بين ضلوعك عرائشُ ياسمينَ ، و على ضفافكَ تراتيلُ الشَّمسِ و كنائسُ السَّحابِ ، وصايا الأنبياءِ تسكنُ وريدكَ و آخرُ ترنيمةٍ للشهداء تهتفُ على شفاهكَ ، في صحراءِ القيمِ وقفارِ الرحمةِ تبرقُ غيومكَ السماويةُ ، تهطلُ ربيعاً ، تردم تضاريسَ اليأسِ في وطني ، ترممُ بالحبِّ الجراحَ التَّليدةَ ، تسرعُ قطاراتكَ الملكيةُ، تترجمُ سورَ العدلِ في الإنجيلِ والقرآن ، تدعوني بحزمٍ لأرفعَ ميزان العدلِ، وأشيدَ بنبضِ الحرف مملكةَ السلام ، تحملني لنجدةِ الطفولةِ الغارقة ببحر التردي ومستنقعاتِ الإهمالِ حين يغيبُ الرجاء ، فألبسُ شجرة سنديان، أزهرُ على مساحاتِ الأملِ ، أركلُ أبوابَ الظلمِ المالحةَ ، وأكسرُ أقفالَ الفرحِ الحديدية ..
ما أبهاك أيها الشَّاعرُ الأميرُ !! كيف صغتني من سحابكَ نخلةً باسقةً أرفلُ بالرطبِّ ؟! أرى في عينيكَ سماءً جديدةً، نوارسُها تنشدُ أغنيةً سوسنيةً كتبها الغيمُ للثرى والنحلُ للزهرِ، غيومها تغسلُ أحزاني، وتقبِّلُ ثغرَ روحي، شرائعها الناصعةُ تصفعُ وجه الحقدِ أنَّى استترّ، وأسرارها تعيدُ في أقاليمِ قلبي ترتيبَ البشرِ
_____
مرام عطية