في فسحةٍ ليلكيةٍ / بقلم: مرام عطية
في فسحةٍ ليلكيةٍ اسَّاقطتْ غيومها هالاتِ نورٍ على تلةٍ قريبة من حزني المتمددِ على جسدِ الصباحِ، أطلَّ وجههُ الطفوليُّ كقبيلةِ خزامى تتسابقُ إلى الاحتفاءٍ بنحلتي، في يديهِ سنبلتان بحريتان تبذرانِ الحبَّ في سهولي فيتسمَّرُ الألمِ في شراييني، ما أحلاهما تبسطانِ سجادةَ الأملِ ليأسي الحالكِ الظلمةِ تنثرانِ عليه الزَّمردَ فيبتسمُ، تشاكسانِ عصافيري الغافية فتغرِّدُ جذلى!
أنهلَّ كالعيدِ نبيذاً، عيناهُ ديمتانِ من أغانٍ تورقانِ كرومَ شوقٍ، وغدرانَ حبورٍ، تقصُّ شعثَ أحزاني، تقلِّم أظافرَ الليل،
أخبرني أيُّها الضيفُ السَّعيدُ، أيداكَ أيقونتانِ مباركتان أرسلهما القدرُ رحمةً لروحي ؟! أم حقلانِ خصبانِ من قرى الغدِ الباسمِ ؟!
أناشدكَ بأزرقِ السماء أيُّها البنفسجُ العطرُ ألاَّ تخلعَ عباءةَ كنعانَ الأنيقةَ لتختالَ أفروديت في جسدي الأسمرَ، فكَّ أزرارَ الحياءِ عند حسناواتي، حررْ أسرى التقاليدِ العقيمةِ بين غزالاتي؛ لأبني لَكَ مدينةَ يوتوبيا على أبراجِ نبضي، كما أشادتها لك قبلي نازكُ الملائكةُ مدينةً من عطر الزهر،
وانتصرت على البؤسِ.
_____
مرام عطية