قراءة في رواية عصير أحمر للروائية شذى سلمان/ علي الزاغيني
عصير أحمر للروائية شذى سلمان، تبدأ أحداثها من الثمانينات القرن الماضي حيث القمع والتفرد بالسلطة والخوف من المجهول وصراع الحياة الذي لا يتوقف إلى ما لا نهاية، الحرب والحب والانتظار والترقب واللهفة والأمل نجدها في عصير أحمر، حيث أبدعت الروائية في سرد الأحداث وكأننا نعود إلى الماضي في أحداث الرواية وتنقلنا بعدها إلى ما بعد الاحتلال وما جرى من أحداث.
نزار وأمينة بطلا الرواية وقصة الحب التي كان ضحيتها العاشقين بسبب الظروف التي يعيشها نزار من مراقبة دائمة من قبل الأجهزة الأمنية بسبب إعدام عدد من أفراد عائلته مما جعل من عائلة حبيبته ترفض هذا الارتباط خوفاً وتحسباً من أي ملاحقات قانونية وأمنية قد تلحق الضرر بهم رغم علمهم بأن لم يكن مراوغ وشخصية مثقفة ومكافح لكنهم بشتى الوسائل يرفضون هذا الزواج.
تأخذنا الروائية شذى سلمان بسردها لأحداث الرواية الى ما بعد سقوط بغداد والاحتلال الامريكي حيث لا خوف من السلطة و الأجهزة الأمنية التي كانت العائق الكبير بعدم الموافقة على الزواج من أمينة , ولكن على ما يبدو أن شذى سلمان حاولت أن تسلط الضوء على مجريات الأحداث خلال الفترة العصيبة التي مضت خلال حقبة التعصب الطائفي ذلك المنعطف الخطير الذي استمر لسنوات , وبكل تأكيد العقبات التي منعت زواج نزار من أمينة زالت بعد الاحتلال ولكن عقبات ما بعد الاحتلال كان لها تأثير كبير على ما جرى خلال تلك الحقبة الزمنية التي مزقت الوطن .
عصير أحمر رواية اجتماعية تسلط الضوء على جزء من مجريات حياتنا قد تكون انت أو انا أحد ضحايا الحروب والسياسة القذرة وهذا ما عملت عليه الروائية من خلال بطلا الرواية نزار وأمينة الذين صمدوا أمام كل من حاول ان يرجم الحب بحجر الطائفية، وهذا ما نلاحظه عندما عاد الى الوطن نزار من أجل حبيبته بعدما هاجر مرغما لينقذها من حالتها النفسية المتعبة التي أرغمتها سنوات الحرمان والخراب لتعود البسمة على شفاه الحبيبين
من الجدير بالذكر أن رواية “عصير أحمر” صدرت عن مؤسسة العصامي للطباعة والنشر والتوزيع ضمن فعاليات مهرجان معرض بغداد الدولي للكتاب الذي اختتم مؤخراً، الرواية تقع ب 106 صفحة من الحجم المتوسط، أخرجتها فنياً السيدة نهلة نشأت الشمري، كتب مقدمة الراوية الشاعر والناقد عبد الجبار السنوي، عصير أحمر هي الرواية الثالثة بعد روايتي (ألف عام والتواء).
بقلم: علي الزاغيني