قصيدةُ النُّورِ…. جزيرةُ زمرُّدٍ/ بقلم: مرام عطية

قصيدةُ النُّورِ…. جزيرةُ زمرُّدٍ/ بقلم: مرام عطية
_____________________
تمدُّ أدراجَ الدُّعاءِ إلى السَّماء ليهطلَ مزنُ الله على الضُّعفاءِ، تدقُّ أجراسَ الإيمانِ في آذَانِ الغافلينَ، تسكبُ محبتهُ في قلوبهم، تقلَّهم في مراكبها الدافئةِ إلى شطِّ الأمانِ، تمنحُ التائبينَ صكَّ الغفران، تستصرخُ السَّماءَ، لتمطرَ رحمتها
في الحربِ تقفُ أسطولَ سلامٍ، في كلِّ حرفٍ بندقية مصوبةٌ على أعداءِ الوطنِ، وراءَ كلِّ حرفٍ جيشُ دفاعٍ عن الإنسانيةِ، تقفُ جندياً مع الحماةِ في خندقٍ واحدٍ، لا تغفو عيناها، تسهرُ لردِّ الغزاةِ الطامعين، ترصدُ المترقبينَ هشاشةً في جسدهِ وغفوةً في أجفانِهِ، تستكشفُ جلجلةَ سلاحهم كالزرقاء، نافذةُ البصر عيناها كالهدهدِ لا تخطئ، تستنهضُ هممَ النائمينَ ملءَ محاجرهم، تنفضُ عن جفونهم الكرى ليودِّعوا الطُّيوفَ السواحرَ.
حمامةٌ بيضاءُ ترفرفُ، تسمو بالروحِ، ترتقي بالمداركِ والأفهامِ، تعلِّمُ البشرَ تذوُّقَ الجمالِ باللونِ والصوتِ والحركةِ ككلِّ الفنونِ، تشرقُ في السِّلمِ شمساً على الطفولةِ تعانقُها تمنحُ الأطفالَ هداياها الثَّمينةَ ليمرحوا وينشدوا الأغاني الخضراءَ، ترعى الأمومة ترفعها ساريةً على أغصانِ نخلتها تقلِّدها لآلئ الحبِّ تتوجها ملكةَ الكون.
ما أحلاها جزيرةَ زمرُّدٍ !! تأخذني إلى مدائنها الجميلةِ المضاءةِ بأقمارِ الدَّهشةِ، تسقيني شرفاتُ تلالها أكوابَ الحبورِ، أسمعُ أغاني الحبقِ ووشوشاتِ القرنفلِ، أحتسي ترانيمَ السَّواقي بين الوديانِ، لموسيقا تفاحها سمفونياتٌ عشقٍ وولهٍ، تحيلني نحلةً رشيقةً، أرتشفُ رحيقَ الزهرِ من خمائلها تارةً وأحلِّقُ فراشةَ حولَ قواريرِ الضياءِ تارةً أخرى، أصيرُ نورساً على شطآنها وبلبلاً على روضِ الضِّفافِ، ما أجملها قصيدةً! تنثرُ الجمانَ في صدري تحرسُ الأماني تشقُّ طريقاً للنورِ.
________
مرام عطية