16 مارس، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لجوء على حدود /نسرين مباركة حسن

 

لجوء على حدود

وأنت تشنّ لجوءك على حدود البذخ

لا تسأل الوزّ الشّتوي

عن تعب السّماء إذا ما أثقلها الجناح

وخض غمار التجربة

بكلّ ما أوتيت من خوف

من البحر والملح والماء

وأسنان البيران واتجاه الرّياح

لا تسأل عن مصير الوزّ الشتوي

أن كان وصل

وجهّز إجابة

عن فصول الهويّة

وماذا ستضع في خانة الدّيانات

وعضوك التناسلي

لأن سّؤال الغريب مباح

وقل كم كان الوزّ الشتوي

سعيدا بهويته

وكم كان سؤال الغريب مباح

***

وأنت تشنّ لجوءك على حدود الدّول

لا تفكّر في العطش

واشرب بولك وامتداد السّماء

حتّى تخفّ

ويعادل وزنك كمَّ الحلم

بدفيء النّوافذ وشربة ماء

***

وأنت تسافر وحدك معهم

لا تنظر في عيني طفلة تبحث عن الرّبيع

في كومة جيلها

لأنّ الميناء الذي إليه تسير

قد لا تتوالى عليه الفصول

وكلّ المواسم فيه تضيع

***

وأنت تشنّ لجوءك على حدود البلاد

التي صوّرتها لك صور الأولمبياد الشّهير

تذكّر غمزة السبّاح للجماهير

وقل سبحانك ربّي إنّي كنت من المشجّعين

وأنّ هذي البلاد بدت لي جدّ جميلة

فهل لي مثلهم بفوز مبين

وصفّق لنفسك مرّة أولى

ومرّة ثانية وصفّق كثيرا

ولتصل أنّى وصلت متى وصلت

إن الوصول إذا ما التجأتَ

يكون مهمّا وإن كنت الأخير

***

وأنت تسافر في غير المواسم

بلا منديل تلوّح به في الأفق

أفتح سبيلا للمودّعين

وقل “سلاما” لمن لم يجيئوا

وقل عذَرْتُ غيابهم

واكتب في أجندة المذكّرات

ان الموتى في ذلك العصر الغريب

لا يتذكرون الموانئ

ولا يدركون مصير البلاد

ولا مصير شتاتهم

وأن الموتى الذين غابوا عن الوداع،

في تلك البلاد التي شردّتها البلاد

يموتون فجأة

فبعضهم يُقْصَفُ

وبعضهم يُجلد

وبعضهم يُذبَح دون داع

وبعضهم ميّتٌ

وبعضهم في الموتى جياع،

وكفكف دموعك وحدك

واعصر رحيلك منها

وأنت تسافر في غير المواسم

بلا منديل تلوّح به في الأفق

ان الدموع إذا اشتدّ ملحها

مثل البحار قد تعني الغرق

***

وأنت تشنّ لجوءك

احفظ اسمك كثيرا

وأسماء أجدادك ومن أين جئت

أن بعض الذين جاؤوا

وضعوا على قبورهم أرقاما

ونسوا أنك إليهم لجأت.

 

 

 

بقلم: نسرين مباركة حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.