18 فبراير، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

لماذا لا تكتبُ لي / نسرين مباركة حسن

 

لماذا لا تكتبُ لي؟

****

هذا الخطاب لا يحتاج قراءات أخرى

هذا الخطاب خاصّ وسريٌّ وخطير

هذا الخطاب مُوَجَّهْ

****

لماذا لا تكتب لي؟

انتظرتُ مذ سحبتَ البحر

إلى صدري على صدرك

أن تكتب لي.

في الانتظار،

عدتَ أنتَ

إلى الأفلام الوثائقية

ومداعبة أنفك الجميل

وعدت أنا إلى البحر

موجة موجة.

****

انسبتُ من نوافذي كلّها

لم أتعلّم يوما …. أُبْقيني إليْ.

أعطيــتُــني إلى البحر مرة أخرى

وهناك انتفختْ إطاراتُ النوافذ

فلم تغلقْ.

كدستُ أكياسَ الرطوبة

على ظهرِ الطريقْ

ودخنتُ الخزامى في معابدها

حتى صارت الرطوبة مرهما للجفاف،

في البيت دهنت بها رسائلك الفارغة

وركبت كلماتك بطريقة أخرى

أقتفي المعنى فلا يريد،

كنتَ في الركن المفضل لديك

تسحبُ من السيارة ما أقتفي،

في المنضدة سقط الرماد مجهولا

وطارت المعاني دوائر دخان

عدد المجهول مكرر

وصندوق السُّحُبِ بريد

****

المعنى!

هو نيّة الشاعرة في صرف النّظر

وهو الحاح القارئ على تجميعه.

كلّما سددتُ ثواقب الرّوح

تلاعب بي هوس القصيد

بالانشطار

أنخدعُ بالضّوء في آخر النفق: مثلي تماما

وعندما أنشرُ القصيد

يصبح الضوء مجرّد قطار!

مازال النفق طويلا كحواسي

المتتالية،

أنضمّ إلى الجمهور عندما لا تنصفني الزجاجة العاشرة

أقرأُ القصيدة مرة ثالثة ومرة رابعة

ومرة خاسرة

كل القراءات لاغية

حين لا تظفر المعنى

أقرأُ مرّة أخرى

فأنا مثلي: أيضا تماما

لا أصدّق ما تكتب الشاعرة

**

لذلك، أحلم دائما أن تكتب لي

ربما حتى أزيح غموض المعاني

فأعرف حتما

أنّك لي …. ولست لي.

 

 

 

 

 

بقلم: نسرين مباركة حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.