لو نبقى
يوما ما سأرحل عن المدارات الرمادية
وأنضمّ للأشجار
كل هذا الصخب يقوي مناعة الصمت في داخلي
ولكن هناك بين الأشجار قد أسامح نفسي
قد أنسى سمكة الفهقة
التي انتفخت في عنقي يوم قلت لي باكياً
“حبيبتي قولي أي شيء.. أنا بحاجة لسماع صوتك”
أتعلم كم من مرة اقتلعت رأسي
كي أنسى ذاك العجز؟
الصمت الآثم يرقد في عنقي الآن
كل الكلام يحمل طعمه
وكل السكوت يغذي تلك السمكة
من يومها أصبحت أتساءل
عن جدوى الكلمات
عمّا إذا كان من حقي أن أتكلم
بعد ما افترسنا صمتي
صمتي الذي يصلبني إلى سقفك
ويكمم فمي
هناك أسمع بكاءك ونداءك
أسمعك تردد اسمي
هناك أموت مع كل صمت
وأبعث مع كل نداء
كم حلمت بالأشجار
وصمتها الأزلي الحر
تمنيت لو نكون هناك
لو نبقى…
تمنيت ألا نبكي مجددا
ولا يخذلك صمتي
تمنيت لو أستطيع أن أسامح نفسي
بقدر ما تسامحني.
بقلم: حنين الصايغ..
شاعرة من لبنان صدر لها ديوان “فليكن”