ما أنحس التّعلّق بامرأةٍ جاهلةٍ في الحُبِّ
لم يدر ذاك الرجل بأنه سيقع وسيتعلق في حُبّ امرأة، حينما تعرف عليها ذات مساء، بينما كانت تلك المرأة تنتظر قطارا على رصيف محطة القطارات ليقلّها إلى بلدة تريد البحث فيها عن عملٍ.. فحين دنا منها ذاك الرجل بدأ يتحدث معها بكل لطافة، لكنه علمَ من خلال ردّها عليه بأنها فتاة جاهلة، لكنه استلطفها ووقع في حبّها من أول نظرة، لأنه كان ينجذب لعينيها السوداوين ..
وحين وصل القطار إلى المحطة، صعدتْ إليه تلك المرأة، وقالت له: وداعا، فما كان من ذاك الرجل سوى أن عاد إلى كاونتر بيع التذاكر في محطة القطارات، وبدّل تذكرته في اتجاه سير تلك المرأة، وحينما صعدَ إلى القطار راح يبحث عنها ونظر في كل المقصورات وتذكر بأنها قالت له حينما وقفا على رصيف المحطة بأن رقم العربة كذا وحين وجدها جالسة في المقصورة استغربتْ من عودته، وقالت له هل غيرت وجهة سفرك؟ فردّ عليها بلى، وسافر مع تلك المرأة، التي انجذب إليها من أول نظرة، وفي مقصورة القطار جلسا سوية، وراح يقول لها: هل وقعتِ في الحُب من قبل؟ فردّت عليه لم أعرف الحُبَّ في حياتي البتة، فأنا منذ كنتُ طفلةً توفي والداي وبتّ فتاة يتيمة، وها أنا أصبحت امرأة ولم يحبّني أي شخص، وحتى اللحظة لا أدري كيف يكون الحُبّ، فأنا لا أعرف القراءة ولا الكتابة، ولم أذهب إلى أية مدرسة، وأعيش في وحدة قاتلة في بيت صغير، لكنني أردت اليوم الذهاب إلى بلدة أخرى علّني أجد فيها أي عمل شريف، لكي أعتاش بعدما فشلتُ في إيجاد عمل هنا في بلدتنا المكتظة بالمهاجرين، رغم أنني امرأة أمّيّة، فردّ عليها سـتعيشين معي، فقالت كيف أتريد بأن ينعتونني بعاهرة فرد عليها كلا سأتزوجك يا جاهلة في المستقبل، ففرحت من كلامه، وقال لها استعدي لأننا في المحطة القادمة سننزل، وحينما وصل القطار إلى المحطة التي أراد الرجل أن ينزل بها، قال لها هيا لقد وصلنا وأخذها إلى بيت أقاربه، وقال لهم بأنها خطيبته، ومع مرور الأيام وقع في حبّها، وتعلّق بها رغم جهلها في كل شيء حتى في الحُبّ، فكان يقول في ذاته: إنه نحس حينما يتعلق المرء في حُبّ امرأة جاهلة، فهذه المرأة التي أراها تجلس أمامي لا تفهم حتى أي شيء عن الحُبّ، ولا الهمسات الدافئة ولا أي شيء حتى أنها تخجل من أية قبلات.. فهي تردُّ على قدر أسئلتي بكلّ سذاجة، ولا تعرف أي شيء رائع عن الحُبّ، وتخجل لدرجة الجنون حينما أقترب منها، فلا أدري هل سأراها امرأةً مختلفة حينما تغرق في بحرِ الحُبّ ربما لا أدري فهناك احتمال أن تزيل قناع الخجل من على وجهها وتغرقني بحُبّها..
بقلم: عطا الله شاهين