ما زلتُ أسمع وقع أصواتهم
ما زلتُ أسمع وقع أصواتهم
كل مساء
دمدمات تأتي من تحت التراب
مثل أصابعَ تزحفُ تحت جلد الأرض!
يروحون كالريح
ويجيئون كصدى ارتطامِ القطاراتِ
في نفقِ الليل!
أصواتهم
تقرع في رأسي كأجراس القيامة
كخوارِ ثورٍ تحت سهام المصارع!
تدخلُ دمي
كنهرٍ من الصراخِ
يتدفّق في أوردتي .. ساخناً.
إنهم
يفترشون
ثقوب جسدي الفارغة
فتمتلئُ بظلال أجسامهم الزائلة!
لا بهجةَ في هذا العالم !
أجسادٌ تسافرُ إلى قبورها
بحقائبَ ملأى بقصصِ الأطفال
والورود !
منذ يوم ميلادها
تنزلق ..في الزوايا، في الفراغ ..
إنهم
الضفافُ التائهة
لعمرٍ فقد أطرافه في القفز
نحو المستحيل
نحو الحزن الجالس على مقاعد الانتظار..
نحو اللاشيء.
أجسادٌ لا أعرفها
بلا وجوهٍ
سقطت أمامي
كدمى الأطفال في الحروب !
أجسادٌ
أضرحةٌ طائرة
بأجنحةِ المدن المحطّمة
“كالقطا” الذي أفزعهُ الحريقُ
وفوّهات البنادق!
خرجوا جميعهم
ما زلت أسمعهم
يمشون في المجهول !
خرجوا
ولم يبقَ منهم سوى جسدٍ واحد!
على سريرٍ بارد
مسجّى
كورقةٍ ضائعة
مليئة بالخطوط
والنسيان !
جسد له وجهٌ واحد
وجهي.
ماري جليل
شاعرة