متاهاتُ الضَجيجِ والسكون/ بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

 

 

 

 

 

 

 

 

متاهاتُ الضَجيجِ والسكون

بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

………………………………..

حاولتُ مراراً أنْ أرسمَ واقعاً لا ينام، على جدرانِ ذاكرتي المُتيقّظةِ لوقفِ عقاربِ الساعةِ عن الحركةِ وإشباع نَهَم السكون فلا رياحٌ ولا ضجيجٌ يعيقُ الروحَ عن السفر إلى منطقةِ اللاّ عَناء فتتّبعها أَطرافي إلى زاويةٍ تتشبثُ بها من ذلكَ الصَخَبِ ليعيدَ قوامها فلا تجدُ شيئاً غيرَ بارقةٍ تهدهدُ نُعاسَ القوافي على القَصيد كما تُربِّتُ العصافيرُ على أكتافِ الزهور وتشدو بأَعذبِ الأَلحان فلا تنفلقُ لِي هامٌ ولا يتصدعُ لِي قلبٌ،

فمشيتُ بمنعرجات هذا الطريقِ على الرغم من تَعَثّرِ القَدَمِ وتَجَرّعِ أَلَم الشتاتِ، وطفقتُ أَتّبعُ الخُطى بينَ صحوٍ وذهولٍ أُسابقُ الريحَ بعُكّازِ اللهفةِ وأراقبُ إنكسارات الظِلالِ بأحلامِ اليقظةِ أغيبُ عن الوعي أَحياناً أهربُ بعيداً عن حدودِ المكانِ أتسكعُ في مَتَاهاتِ الغيمِ شاخصاً ببصري نحو السماء تَتَماهى قَدَحاتُ الذهنِ وخَفَقاتُ القلبِ وخَطَراتُ الظنون مع موجات السَحاب المُتقلبةِ وبقايا أفكارٍ عالقةٍ تذروها الرياحُ،

متاهاتٌ تَتلوها مَتاهات.

 

كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

العِراقُ _ بَغْدادُ

  • Related Posts

    شرودٌ يقظان/ بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      شرودٌ يقظان كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي   أبوابُ المخارجِ لازالتْ موصدةً رُتُجٌ لمْ تُطرق بعد أجوبةٌ تبحثُ عنْ أسئلةٍ وعلىٰ البسيطةِ شجرٌ لمْ يتبرعم كيفَ تنتابني الغفلةُ وأنا رهينُ…

    ثلاث نوافذ / بقلم: مصطفى معروفي

    ثلاث نوافذ بقلم: مصطفى معروفي ـــــــــــــ ــ النافذة الأولى: ناضل ما ناضل لا شيء رآه تغير و أخيرا نام على الذكرى و احتج على أن قناعته ما زالت قابعة في…

    You Missed

    لا تسألني…من أكون…/ بقلم: فاطمة معروفي

    لا تسألني…من أكون…/ بقلم: فاطمة معروفي

    المحامية جيهان توماس… قبلة التائه في أمريكا / بقلم: فاطمة معروفي

    المحامية جيهان توماس… قبلة التائه في أمريكا / بقلم: فاطمة معروفي

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري