وحشة الافتراق
كان الليل أبيضًا
حتى بكت حواء أول مرة وسال كحلها،
فأسودّ كل شيء بعد الواحدة
يرتب نفسه
البحر يعود إلى الطوفان
الكلمات تعود إلى المحبرة
الليل يعود إلى الكحل
وأنا؟
أنا أعود إلى داخلي ولكن
وحيدة….
حوّلني العيش إلى لا شيء.
أمر غريب، يولد الناس ليعيشوا، صح؟
ولكن كلما عشت أطول، كلما فقدت
ما في داخلي أكثر فأكثر،
حتى أصبحت محطمة خاوية،
أصبحت أيامي صعبة جداً
أشعر وكأنها قاطرة تعبر فوق جسدي.
لم يكن صيفاً ولا شتاءً،
جاء رحيلك في منتصف الفصول
كان مطراً عاصفاً، بارداً، شديد الحرارة والجفاف
وكنت حينها شديدة الحزن والخوف وأظن أني بكيت.
.
أين أذهبُ بكل هذا الحزن يا ربي!؟
والغصة تلو الغصة والخوف يزاحم الخوف
وظهري المكسور لا يَقوى على الاستقامة والوقوف.
بقلم: صابرين بن حامد