وحشة الافتراق/ صابرين بن حامد

وحشة الافتراق

 

كان الليل أبيضًا

حتى بكت حواء أول مرة وسال كحلها،

فأسودّ كل شيء بعد الواحدة

يرتب نفسه

البحر يعود إلى الطوفان

الكلمات تعود إلى المحبرة

الليل يعود إلى الكحل

وأنا؟

أنا أعود إلى داخلي ولكن

وحيدة….

حوّلني العيش إلى لا شيء.

أمر غريب، يولد الناس ليعيشوا، صح؟

ولكن كلما عشت أطول، كلما فقدت

ما في داخلي أكثر فأكثر،

حتى أصبحت محطمة خاوية،

أصبحت أيامي صعبة جداً

أشعر وكأنها قاطرة تعبر فوق جسدي.

لم يكن صيفاً ولا شتاءً،

جاء رحيلك في منتصف الفصول

كان مطراً عاصفاً، بارداً، شديد الحرارة والجفاف

وكنت حينها شديدة الحزن والخوف وأظن أني بكيت.

.

أين أذهبُ بكل هذا الحزن يا ربي!؟

والغصة تلو الغصة والخوف يزاحم الخوف

وظهري المكسور لا يَقوى على الاستقامة والوقوف.

 

بقلم: صابرين بن حامد

  • Related Posts

    شرودٌ يقظان/ بقلم: كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي

      شرودٌ يقظان كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي   أبوابُ المخارجِ لازالتْ موصدةً رُتُجٌ لمْ تُطرق بعد أجوبةٌ تبحثُ عنْ أسئلةٍ وعلىٰ البسيطةِ شجرٌ لمْ يتبرعم كيفَ تنتابني الغفلةُ وأنا رهينُ…

    ثلاث نوافذ / بقلم: مصطفى معروفي

    ثلاث نوافذ بقلم: مصطفى معروفي ـــــــــــــ ــ النافذة الأولى: ناضل ما ناضل لا شيء رآه تغير و أخيرا نام على الذكرى و احتج على أن قناعته ما زالت قابعة في…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    متى تفهموها صح؟ / بقلم: خالد السلامي

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    إنّما قاتلَ اللهُ الحربَ ما أبشعَها/ بقلم: فراس حج محمد

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    كتبْتُ إليكَ مِن نَبضي وقلبي/ بقلم: هدى الجاسم

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري

    حتى إشعار آخر / د. بقلم: ريم  النقري

    قراءة في “ثورة غباء” للكاتبة نزيهة اليدالي الحسن/ بقلم: بوسلهام عميمر                          

    قراءة في “ثورة غباء” للكاتبة نزيهة اليدالي الحسن/ بقلم: بوسلهام عميمر                          

    قراءة في القصة القصيرة “سر في صورة” للقاص الفلسطيني محمود سيف الدين الإيراني/ بقلم: فراس حج محمد

    قراءة في القصة القصيرة “سر في صورة” للقاص الفلسطيني محمود سيف الدين الإيراني/ بقلم: فراس حج محمد