وداعاً أمي
ارتفع صوتها الخافت دهوراً
انهمرت دموع النسوة
قالت
كتمت عنك، يا بني
أبوك من الأكراد
يُقبل ولا يُدبر
امتطى شهوة الموت
شامخاً، يصيح
نحن بنو الموت
وللزرع الحصاد
لم يعشق الدم
ولا عصير الرمان
لم تصفو له الحياة
خصيبة لغيره
يتشهى الموت موته
إلا في الشفاه
واستشهد في مهاباد
اقترح تسميات
سرهنك، شوان، دلشاد
أحب الناس والبشر
ربّاني خالي في بغداد
وكان لنا جيران
طيبون
لحزننا يحزنون
وإذا فرحنا يفرحون
وفي نوروز معنا يدبكون
في رمضان
بفطورنا منهم لنا صحن يطعموننا
وبسحورهم منّا لهم ماعون
الصبية معاً يلعبون
ومعاً
يهزجون
يدرسون
أمي تقدم لنا خبز ” الرقاق “
تطليه – بالدهن الحر – وتنثر عليه السكر
كان السكر أكثر حلاوة
كل شيء ألذ
الخيار والطماطم واللوبياء والبصل
وحتى الملح كان أكثر ملوحة
والماء أرق ُّ وأعذب
والصيف أقل سخونة
نكتفي – بالمهفّة –
والليل فيه – جلّاب –
وفي المذياع لا تسمع صوت سياسي كذّاب
ولا متأسلم أفّاق
الخميس مساء يعاقرون ابنة الحان
والجمعة بعد الصلاة تصدح ” أم كلثوم “
والسبت ينهمكون في العمل
وبقي الدين
وبقيت الصلاة
والجوامع
الكنائس
المدارس
المزارع
“المي خانات”
” كوك نزر “
وبقي الوطن
كجنان عدن
وداعاً أمي الحنون
سلمي لي على أبي الشهيد
نقيب العشاق بين ذرى قنديل وقمم الهملايا
بقلم: سردار محمد سعيد