وشوسات فنجان/ بقلم: مها عفاني

وشوسات فنجان/ بقلم: مها عفاني
بذرت نوايا وردية، على جانبي طريق كله اشواك يصل بينهما،
وأزهرت في قلبها، براعمُ حبٍ واشواق
تتوق لصحوةٍ، بعد سبات
وسبحت روحها في فضاء احلامه، وتاقت لعناقته العذبة، تارةً كطفلةٍ وأخرى ك امرأة هجرت دروب العشق،
ارتمت بين ذراعيه تتسلق جدائلها محيط القمر، في ليلةِ عشق
فرسمتُ على ملامحها تفاصيله، امام مرآتها تراه كل صباح فتغدو أجمل،
في كل أغنيةٍ تسمعها ترانيم ودعوات منها اليه،
كلما خطت على رؤوس اصابعها، كي لا توقظ ظله النائم في احضانها،
تشعر أنه يعانق قامتها، تتسمرُ مكانها،
تختصر مشوارها المفتعل، وتعود من حيث بدأت!
تصحو من غفوتها، وبيدها فنجانها، ما زال دافئاً، وما زالت قهوتها ترسم عالمه السحري، تهمس في اذنيها،
تحاور روحها، تتغزل كحلتها، تقيس محيط خصرها، وتداعب خصلات شعرها
، تغار من خواتمها وهي تضم اصابعها قبل يده، تغار من عقدٍ التف حول عنقها قبل ذراعيه.
وتأتي نسمة خريفٍ بارده، تنساب على خد الجميلة، يقشعر جسدها النحيل، تلسعها، وترد نظراتها الشاردة، على بوابة عشقٍ تقودها الى سمائه
وروحه التي غمرتها بحبٍ معتق ك نبيذ العصور الوسطى،
ترفض أن تشرب من فنجانه الذي تصنعه كل مساء، تقبل جدرانه، تعانق اصابعها يده، وتعيده الى مكانه، لعل صاحبه يصل ذات مساء
عذراً….
بردت قهوتها …ستصنع غيرها كي تسرد وشوسات روحها، وتتمكن من الرجوع اليه
مها عفاني