يديك الوثنيتين
وحيدةً عند حافة النهر
أراقبها بصمت
كسلة توتٍ
قطفتها جارتي الشقراء
لتدس فرحاً في ذاك الركن الفارغ
المليء بصور الراحلين،
متناسيةً خدوش قدميها
ولسعات الحشرات على ظهرها
المكشوف للضوء
وأشيائي المبعثرةِ كذاكرتي
تتربص بي
وتلوح بحزن قديم!
أين المفر من يديك الوثنيتين
وأنا أرسمها في كل مكان
على المرآة وغبار السيارات.
تلاحقني كوشمٍ قديم
على كتفي الأيسر
تراقصني على حدود جلدي
مذ عرفت طريقها لمواطن نشوتي
وانا ألاحقها حافيةً كَليلي
الذي يباغتني كَصديق الطفولة
يحررني من ثقل النهار على كتفيّ
يعريني من قيودي
ويعيدني طفلةً
تطارد وجه الشمس
بين حقول القمح والحنطة،
تتعلم سر رغيف الخبز
من تجاعيد الزمن على
وجه حزين لِجَدتي
يوقظني من شرودي،
رجلٌ غريب يسألني
عن الساعة عند منعطف النهر
أتأمل ملامحه المبتسمة
التي اقتضبت حزني ..
كلماتٍ منمقةٍ بلغة لا تشبه
ضجيج صمتي….
لا يوجد هنا ما يشي بالزمن يا سيدي!
على هذه الرقعة الممتدة من الأرض
غفى التاريخ متحرراً من قيد الزمن،
مذ تركت ذاكرتي تموء
على حدود وطني
وأنا أحاول قطع علاقتي بالوقت
فمواعيد قطافنا غافلها
السوس ونخر بها
واستشهدت مع الفجر مواسمنا.
بقلم: ريم باندك