الرئيسية / إبداعات / آخرُ النَّزفِ أوَّلُه / بقلم: حسين المحالبي

آخرُ النَّزفِ أوَّلُه / بقلم: حسين المحالبي

 

آخرُ النَّزفِ أوَّلُه

بقلم: حسين المحالبي

ـــــــــــــــــــ

أَتَيتُكَ يا اللَّهُ أَحبُو وأَزحَفُ
ونِصفي بلا قاعٍ .. ونِصفي مُصَفصَفُ
.

أتيتكَ والأيَّامُ تزدادُ كُربَةً
وأنتَ الضِّياءُ المَحضُ
تَحنو .. وتَلطُفُ
.

أتيتكَ يَغشاني الجَفافُ،
فَها أنَا يَباسٌ
ومِن حَولي التَّبارِيحُ تَعصِفُ
.

تَضيقُ على صَدري الهُمومُ ولَمْ أَزَلْ
صَغيرًا .. ويا لَيتَ الهموم تُخفَّفُ
.

يُؤرِّقُني التَّفكيرُ يُثقِلُ خاطِري
ولا هُوَ يُنبيني ولا هُوَ يُصرَفُ
.

ويُرعِبُني صَمتُ الزَّوايا
غُموضُها
ويَخنقُني هذا الهَواءُ المُزَيَّفُ
.

فأخلَعُ وَجهي حِينَ تَبلى مَلامِحِي
وأَكنِسُ ظِلِّي حِينَ يُوطَا وأَجرِفُ
.

ويُنكرُني خَطوِي الذي لَيسَ يَنتَهي
ويَعرفُني حُزني الذي لَيسَ يُعرَفُ
.
*****

– أَنا مَن أَنا؟
فَقدُ المَسافاتِ كُلِّها..
– أَنا مَن أَنا؟!
ذَاكَ الضَّبابُ المُكثَّفُ
.

أَنا ابنُ رحيلِ المَوجِ؛ أَشعُرُ بالجَوَى
كمَا يَشعُرُ المِجدافُ حِينَ يُجَدِّفُ
.

ولِي فِي النَّوى بَعضُ الطُّقُوسِ
أَجَـلُّها:
حَنيني صلاةٌ .. وانتِظاري تَصَوُّفُ
.

تُخَبِّرُني أُمِّي: حَضنتُكَ مَرَّةً،
فَأَحسَستُ شِيئًا في حناياكَ يَرجُفُ
.

فيَا حُزن يَعقوبٍ على فُرقَةِ ابنه
ويَا فَقد مُوسى وهْوَ في اليَمِّ يُقذَفُ
.

ويَا غُربَةَ المَعنى .. ويَا ظَمَأَ الرُّؤى
ويَا دَهشَةَ الشِّعرِ الذي لا يُؤَلَّفُ
.
*****

علَى شُرفَةٍ والليلُ يَجلِسُ جَانبي
أُحَدِّقُ في الفِنجانِ حينًا وأَرشُفُ …
.

أُحاوِلُ أَلَّا أَستَميلَ معَ الهَوَى
أُحاوِلُ أَلَّا.. لكِنِ القَلب أَضعَفُ
.

جِدارًا جِدارًا يَنضجُ الوَقتُ صامِتًا
هَلِ الوَقتُ يَدري أَنَّهُ سَوفَ يُقطَفُ؟!
.

علَى الوَقتِ أَنْ يَدرِي،
علَى السِّرِّ أنْ يَعيْ
حقِيقَتَهُ
مَهما اختَفى سَوفَ يُكشَفُ
.

ولَا بُدَّ أَنْ تَعرَى اليَنابِيعُ كُلُّها؛
سيَأتي علَى الأَنهارِ يَومٌ وتَنشَفُ
.
.

فخُذني إلَيكَ – اللَّه – مِن عالمٍ غَدَا غَريبًا..
جَمِيعُ النَّاسِ فِيهِ تُخَوِّفُ.

———-
حسين المحالبي
2021/4/23م – الحُديدة – بيت الفقيهآخرُ النَّزفِ أوَّلُه
———

أَتَيتُكَ يا اللَّهُ أَحبُو وأَزحَفُ
ونِصفي بلا قاعٍ .. ونِصفي مُصَفصَفُ
.

أتيتكَ والأيَّامُ تزدادُ كُربَةً
وأنتَ الضِّياءُ المَحضُ
تَحنو .. وتَلطُفُ
.

أتيتكَ يَغشاني الجَفافُ،
فَها أنَا يَباسٌ
ومِن حَولي التَّبارِيحُ تَعصِفُ
.

تَضيقُ على صَدري الهُمومُ ولَمْ أَزَلْ
صَغيرًا .. ويا لَيتَ الهموم تُخفَّفُ
.

يُؤرِّقُني التَّفكيرُ يُثقِلُ خاطِري
ولا هُوَ يُنبيني ولا هُوَ يُصرَفُ
.

ويُرعِبُني صَمتُ الزَّوايا
غُموضُها
ويَخنقُني هذا الهَواءُ المُزَيَّفُ
.

فأخلَعُ وَجهي حِينَ تَبلى مَلامِحِي
وأَكنِسُ ظِلِّي حِينَ يُوطَا وأَجرِفُ
.

ويُنكرُني خَطوِي الذي لَيسَ يَنتَهي
ويَعرفُني حُزني الذي لَيسَ يُعرَفُ
.
*****

– أَنا مَن أَنا؟
فَقدُ المَسافاتِ كُلِّها..
– أَنا مَن أَنا؟!
ذَاكَ الضَّبابُ المُكثَّفُ
.

أَنا ابنُ رحيلِ المَوجِ؛ أَشعُرُ بالجَوَى
كمَا يَشعُرُ المِجدافُ حِينَ يُجَدِّفُ
.

ولِي فِي النَّوى بَعضُ الطُّقُوسِ
أَجَـلُّها:
حَنيني صلاةٌ .. وانتِظاري تَصَوُّفُ
.

تُخَبِّرُني أُمِّي: حَضنتُكَ مَرَّةً،
فَأَحسَستُ شِيئًا في حناياكَ يَرجُفُ
.

فيَا حُزن يَعقوبٍ على فُرقَةِ ابنه
ويَا فَقد مُوسى وهْوَ في اليَمِّ يُقذَفُ
.

ويَا غُربَةَ المَعنى .. ويَا ظَمَأَ الرُّؤى
ويَا دَهشَةَ الشِّعرِ الذي لا يُؤَلَّفُ
.
*****

علَى شُرفَةٍ والليلُ يَجلِسُ جَانبي
أُحَدِّقُ في الفِنجانِ حينًا وأَرشُفُ …
.

أُحاوِلُ أَلَّا أَستَميلَ معَ الهَوَى
أُحاوِلُ أَلَّا.. لكِنِ القَلب أَضعَفُ
.

جِدارًا جِدارًا يَنضجُ الوَقتُ صامِتًا
هَلِ الوَقتُ يَدري أَنَّهُ سَوفَ يُقطَفُ؟!
.

علَى الوَقتِ أَنْ يَدرِي،
علَى السِّرِّ أنْ يَعيْ
حقِيقَتَهُ
مَهما اختَفى سَوفَ يُكشَفُ
.

ولَا بُدَّ أَنْ تَعرَى اليَنابِيعُ كُلُّها؛
سيَأتي علَى الأَنهارِ يَومٌ وتَنشَفُ
.
.

فخُذني إلَيكَ – اللَّه – مِن عالمٍ غَدَا غَريبًا..
جَمِيعُ النَّاسِ فِيهِ تُخَوِّفُ.

———-
حسين المحالبي
2021/4/23م – الحُديدة – بيت الفقيه

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman