الرئيسية / مقالات / أحفاد ابن سلول / بقلم: خالد السلامي

أحفاد ابن سلول / بقلم: خالد السلامي

في صدر  الإسلام وعند هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم  مع أصحابه الى المدينة المنورة اضطر زعيم اليهود فيها ليعلن إسلامه ظاهريا في حضرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وداخله مليء بالكراهية لرسول الله ودينه وأصحابه.. وطبيعي أن من يُجبر على شيء يعمل بكل ما أٌوتي من خبث ليحاربه وفعلا لم يتأخر رأس النفاق هذا في النفاق بين المسلمين في المدينة المنورة وبين مشركي قريش انذاك محاولاً تحريض الطرفين على بعضهما معتقدا انه بهذا يضعف المسلمين وربما يقضي عليهم لكن الله كان له بالمرصاد ففضحه من فوق سبع سموات بقرآن يُتلى حتى قيام الساعة.

وطوال عشرات القرون بين عهد ابن سلول الاول واحفاده اليوم يظهر لنا مئات ان لم نقل آلاف من احفاده و ليس بالضرورة ان يكونوا من نفس دينه فهم من عدة أديان ومنهم طبعا مَن هم من المسلمين فراحوا يمارسون دورهم فمنهم من يسعى لإشعال الحروب بين الدول كما حصل ويحصل الان ومنهم من يحاول تدمير الشعوب من داخلها عن طريق تحريك  العرقية والطائفية بينهم وغيرهم يدمر الدين بالنفاق بين طوائفه وهناك من يثير القلاقل بين القبائل وحتى بين عشائر القبيلة الواحدة ثم بين أبناء العشيرة الواحدة حتى وصل الامر ببعضهم ان يدخل بين الصديق وصديقه وابن العم  وابن عمه  والاخ وأخيه والزوج وزوجته ليشبع رغبته الانتقامية ربما لموقف يتخيله منهم فيصب جام حقده على الطرفين   ويشعل الحرائق بينهم وهو يضحك عليهم بملء فيه .

اذاً فالنفاق مرض يصيب بعض ناقصي العقول او خبثاء النفوس والنوايا او متضرري المواقف والحالات  فيحاولون التنفيس عما في نفوسهم من حقد وكراهية بإثارة الفتن والحرائق بين الناس حتى لو كان الطرفان من  اهلهم وأبناء عمومتهم وقد شهدنا العديد من كل تلك الحالات المذكورة انفا على مر العصور  دون ان يتعض احد منها فيواجه المنافق بحقيقته او يواجهه بالطرف الآخر ليكشفه لنفسه وللطرف الآخر الذي قد يكون مخدوعا به هو ايضا.

لذا صار من الضروري جدا ان يفكر الناس بغايات هذا المنافق ونواياه من  ممارسته لنقل المساوئ بين الناس بدلا من محاولات الإصلاح ونقل المحاسن بينهم وتخفيف شدة الخلافات  ثم التصالح وإنهاء تلك المشاكل. ومن اهم الوسائل التي تفضح المنافق هي مواجهته مع الطرف الآخر  فإن رفض فسيظهر نفاقه علنا لكل الأطراف ويكون عبرة لهم ولغيرهم .

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman