أعرف رائحة الحزن جيدا/ بقلم: رنيم أبو خضير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعرف رائحة الحزن جيدا
عطر قلبي من دونك…
أتهجأ حزنك
دمعة دمعة
أسيل في قلبك
دفقة وجع
لما يا ربي لم تخلقني وسادة لوجعه
أو وشم غائر على كتفه
أو خيط جرح في كف يده!
رائحة أنفاسك
عطر قلبي المفضل
متى تجيء إليه!
أتحسسها
ساعتي تنبض
في صدري ما زال العمر يمشي
ولم يركض خلفك
السيدة الوحيدة
تغسل لهيب المنزل
جسد مطعون به
إلى الخارج
تطفئ النار
ثلج
ثم يصير الحنين رجل.
لما لا يباع صوتك
في الصيدلية
مرهم الشفاء لقلب مكسور ..
صقيع
أشجار ترقص
ترجف
برد
وكذلك قلبي
الطرقات الحزينة في آخر الليل
تحن لأقدام عائدة تعبرها
ليل شتاء طويل
يتسلل عبر أخاديد الثلج
….
لوحدي
أعد وجودك الهائل فيّ
….
ليل دامس
من الشباك
تعثر النسيان
بعد غياب الشمس
رأيت شيئا يشبهك ..
….
“بابا”
لا يغفو
هو يغافل الكون
ويسرق نورها
حتى الصباح
الشمس قرص وجهه
والدفء طلته الجميلة …
…
وحتى الآن
كل بعض ثوان
يتحول إلى رحم
ينجبك
.. قلبي.
…
ارتدي ثلاث أزواج جوارب
وما زالت قدما قلبي تحلق
الحب أن تركض
ترقص
… خوفا.
….
رياح
فرصة أنفاسنا البعيدة
للقاء ..
…
أملك بيتا وغرفة وسرير ووسادة وملابس دافئة وروحي تنام في الشارع.
رنيم أبو خضير
