11 مايو، 2025

واحة الفكر Mêrga raman

أدبية ثقافية عامة

أيها الجرحُ العزيز / بقلم: أفياء أمين الأسدي

أيها الجرحُ العزيز / بقلم: أفياء أمين الأسدي

ـــــــــــــــــــــــ

لا تخف أيها الجرحُ العزيز

لقد اكتشفتُ وجها واضحا للعالم،

له عينان من الحجر،

لسان من السكاكين الصغيرة،

ويدان من النباتات السامّة،

عالم لا تتوقف فيه صافرات الإسعاف عن الأنين،

ولا تتوقف الغربان عن ملاحقتها.

هنالك صخرةٌ حاولوا إفاقتها في الداخل،

الآن .. ليس هناك قلبُ ميتٍ،

بل قلبٌ ميّتٌ هنالك،

تلاحقه الغربان،

خلف عالم لا تتوقف فيه صافرات الإسعاف،

عالم له يدان سامّتان،

ولسان من المقصّات،

عيناه من قلبين ميّتين،

حدّقتا فيّ توّا،

لمّا تقاطعتْ طرقنا،

حين كنتُ أقف قبالة جرحي تماما،

في بقعة الشمس الأخيرة،

حيث أعاد العالم سكّينه في صدري

وحيث لم أمنعه،

لقد كنتُ أقف بكامل أناقة الدم في عروقي،

بجفنين زرقاوين،

بهيبة خلاصة الأنوثة وحزنها،

بقرطين من إجابات

وقلادة بشكل علامة تعجّب،

كنتُ أقفُ ..

ممسكةً جرحا في صدري،

عزيزاً بالغ النزفِ

وبليغ المقال،

أثّثتْهُ التضحيات

وسكنهُ غير المأمونين.

أيها الليل الرحيم،

يا سرير القلوب المكلومة والأرواح المحترقة،

ويا شفيع العيون غير الآفلة،

هل رأيتَ ربيبتكَ قبل قليل؟

بمباركتك أيها المغنّي الوحيد،

لقد وقفتْ بفستانها المطرود من رحمة النهار،

وبجدائلها الغاضبة،

لتقول أنّها تستطيع الوقوف في حضرتك،

وباسمك ستحمي جرحها،

نعم يا أبي الليل،

كنتُ أقفُ توّا ..

وجها لوجه مع العالم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © All rights reserved. | Newsphere by AF themes.