الرحيل
في هذا المساء
أمسيتي رومانسية،
وموسيقاي شرقية،
قهوتي سمراء عربية،
شاشتي بدون صوت، ولا صور آدمية،
أضوائي خافتة لكن سخية…
مدفأتي وديعة ترقب الأمطار الندية…
قلمي وكتابي فوق مائدتي يرقبان عودتي الأبدية…
زهو وانتشاء، وحلم بأمسية خيالية،
في كامل أنوثتي شعري مسدل على كتفي، في ألوان سنابل القمح الذهبية،
قميصي شفاف في لونه الأسود، ينطق بأناقة شاعرية،
وعطري المخضرم ما بين الخمر وعبق الورد، يفوح بعد حمام استرخاء
من تعب ساعات، وحوارات عدمية،
أمسيتي شاعرية
متى تعود يا من سكنت الأماكن المستعصية؟
يا من نفذت إلى أعماق الروح واتخذت مكانا قصيا؟
هل أقدر على العيش بدونك في هذه الحياة المخزية؟
وفي غمرة التساؤلات
طرق الباب….
وفي عينيه بحر دموع وسواقي..
وفي يده أسف على فراقي..
ما بك حبيبي هل هذا كله سببه اشتياقي؟
ارفل في صرح مجوني، واركب صهوة اللقاء،
ترجل من عليائك بعناقي، وعنفوان أنانيتك للتلاقي.
فقهوتي عربية…
وموسيقاي شرقية …
وأناقتي لن يكتمل زهوها إلا بضم أوراق الاشتياق على رحيق اللقاء،
واعتصاري عطر العشق الأبدي
وفي غمرة القُبل واللقاء والضم والعناق…
سقط الحبيب….
وغُمرت الغرفة بعطر الاشتياق….
ودموع الفراق….
فكان الرحيل.
د كريمة نور عيساوي
