“السحابة العاشرة، نقابة الذباب، سيد الفناجين”
بقلم: الصديق بودوارة المغربي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هناك ..
في أقصى الأفق، حيث يوجد البعيد وتعصب السماءُ رأسها بتسع سحابات ناصعة كالثلج بينما تراقب العاشرة ما يجري، الواقع أنه لا شئ يجري، هذه ليست مفاجأة، فذلك الأفق الممتد بلا نهاية لا يضمر شيئاً ولا ينوي الخير ولا الشر، إنه مجردُ أفقٍ يعصب رأسه بتسع سحابات بيضاء بينما تراقب العاشرة ما يجري .
……………….
نقابة الذباب
استيقظت النحلة المجتهدة واتجهت إلى حقل الزهور المترع بالرحيق ..
ـ لا أستسيغ هذا الطعم ، وكأنه فاسدٌ هذا العسل .
أصبح العسلُ فاسداً،وتحولت الخليةُ بأكملها إلى إناءٍ من الفساد الذي يرتدي عباءة العسل.
صار العسلُ سلعةً رخيصة،وتحولت النحلة إلى عضوٍ مجتهدٍ في نقابة الذباب .
……………………..
سيد الفناجين
هناك ..
مرة أخرى هناك ..
اشتقت الى حبيبتي وفنجان قهوة، ربما كانت خطيئتي أني بدأت بالقهوة، على قعر الفنجان تشكل وجه أحدهم :
ــــ حبيبتك ؟ كيف ؟
سألني والشك يسيلُ من جوانب فمه كاللعاب :
ـــ هل في الموضوع حلالٌ أو حرام ؟
عاد للشك فشرحت له :
ــــ في الموضوع عاطفة، حنينٌ إلى البعيد عن متناول العين، القريبِ من متناول القلب .
خرج الوجهُ من الفنجان بعض الشئ، صار أكثر وضوحاً :
ـ رجسٌ من عمل الشيطان .؟
صاح بوجهي ،غافلته وشربته مع القهوة ، صار الفنجانُ جزيرةً من سائلٍ حاد المرارة ، وصرتُ سندباداً ضائعاً بلا حتى حطام سفينة، ومن بعيد، ظل وجه حبيبتي يسكنُ قعر الفنجان،خائفاً من وجوهٍ غائمة الملامح تتشكل على سطح قهوةٍ سوداء .
د. الصديق بودوارة المغربي/ ليبيا
