الرئيسية / إبداعات / القُدْسُ/ عطا الله شاهين

القُدْسُ/ عطا الله شاهين

القُدْسُ

تنفُضُني الكلماتِ بنحيبِ الغَضْبَى

فَيتوشحني الْأَنِين

والبدنُ هَيكَلُ عَطِشٍ

تُغطِّيني بِرَحيق سِحْرٍ يَرشحُ

فِي الرُّوحِ الغسَقِ القتيل

فَأعتلي تلَّ اليُتْمِ

وباطني خُدَيْجٌ يُحرّكُني

بحنينِ العَطشِ

بِجُرْح الأعماقِ

والفُؤاد يسترُ راياتِ الذِّكْرَى

فَيستوطنُني الشّوْق

فَاضطربتِ مَسَاءً

سَلَاماً القُدس

أتيتُكِ مُفعماً بِمطرِ الْعِشْقِ

بِلهفةِ الالتقاء

والكَرى يُضيّقُ

يَرتدي عينيكِ

يَأْسَرُ جَسَدَكِ المُبقّع بِغِواية الصَّباح

لَكِنِّي فِي أَمَاسيكِ قدسُ أَغتمسُ

وَأَتملَّصُ مِنْكِ إِلَيْكِ مَسْكُوناً

بِفَجْرِ الْحِكَايةِ

مُخضبا فِي الْجَسَدِ صبوةَ الصِّغر

فأتوقُ إِلَى أَلْواحٍ تلبِسُ

لمعانَ الكلماتِ

تُسكّنُ فَجْرَ الصِّبَا

لِتُشْعِلَ مصابيح الخُدوش

تستفْرغُ هبَاءً

أَتلو سُنّة الْأَوَّلِين

والكلمُ الضَّيْمُ يرشحُ مِنَ السِّحناتِ

مِنْ جوٍّ َيُحيكُ البَكَم

والعُمرُ يسوّي الدَّمار

والعتمةُ لِي سُترة

فَأَرَى “عرفات” أَرَاهُ يَشربُ

تَارِيخا مُغطّى بِالوَهَنِ

يُعَانِقُ طَيْفَ فلسطين الأَسيرَه

فَأُتَوِّجُكِ قُدساً فِي قَلْبِي أَمِيرَه

و”جبلُ الزَّيتون” كَأْس وِصَال يرشحُ

خبراً مُفرحاً أَسكرني معزوفة تَسْرِقُ

العاصفةُ صَداهَا

و”الحرم القدسي” فجْرُ لَيْلٍ يُحيكُ

مآسي النّاس

يشدُّني إلى جُرْحٍ ينزِفُ

وَقَوْلِي إِنِّي بِقُدسٍ أُجَنُّ

والقُدسُ قَدَرِي

وَقَدَرِي أَنَّها عَشِيقَةٌ وقتاً

وَأَحْيَاناً نصّاً

فَأَستلبُ فِي عَيْنَيْ شادنٍ

تَشدُّني بِغَوَايَةِ الأَهْدَابْ

أتزهّدُ فِي سِيرَة امْرَأَة

تَبِيعُ مناماتها لِلْخُرَافَةِ

 والخرابِ

فَيَأْسَرُنِي الحنينُ لِأَمْجَادٍ ذَبُلَتْ

لِأَعْيَادٍ تَقصُّ عطشَ الخريف

وأسوارُ القُدْس عَلَى شِفَاهِ الشُّهداء

تكْتُبُ سُؤَالَها

تَارِيخَها

وَتنادينِي هَاكَ الْعَاصِفَه

وأَنا المُطَوَّقُ بِوَصَايَا المِحْنة

أرتقُ مِنْ عُرْيِ الْوَطَنِ

مِنْ كلْمِ الكلماتِ

خارطةَ الحُزْن

و”بَابُ العامود” يَمْنَحُنِي مَفَاتِيحَ الْإِبْحَارِ

وَلَا أَكْتَشِفُ سِرَّ ” كنيسة القيامة”

فَأَتِيهُ فِي سِحْرِ الْقَوْلِ لأسرُدَ

خبرَ مَدِينَة تَغْرَقُ فِي

صَهِيلِ الْحَكَايَا

وَأَنَا الضَّائِعُ فِي غَوَايَة السُّكون

فِي سِفْرِ تَارِيخ مُشرِّف

صادقٍ

فَأُوجَعُ بغسقِ الذُّبُول

أَتَوَشَّحُ بِلمعان الهُزال

أَيَا مُنجِّمتي

عَلِّمِينِي كَيْفَ أَغْرِسُ فِي

أَحْرَاشَ اللَّيْلِ مصباحَ الْفَجْرِ

وَأَتتبّعُ نقْشَ الخُرافات

وَأَقْرَاَ كَفَّ مناماتي

لأِنِّي عطشٌ لِحِكْمة الْآتِي

وَاسْقِينِي سيلاً مِنَ العِشقِ

عساني اُحْيِي مَا ظلَّ فِي مسرّتي

خراباً

فَماذا حلَّ بي كُلَّمَا لمَسني الظَّلام

القُنوط

الغُربة

أَملأُ كَأْسي حنظلَ وَطَنٍ مُهدّمٍ

ومالِي أُعاشرُ الكلمة

النَّصَّ

كُلَّمَا أَيْقَنْتُ أَنِّي أَتَوَحَّدُ

فِي خُلوةِ الغُروب

سَأَمْشِي قُدس

وطعامي سِرُّ الْحَكَايَا

طعامي جُرْحُ الارتحال

سَأسيرُ بمُفردي

إِلَى وَحْشَةِ الغُربة

أَحْمِلُ ما تَبَقَّى لي مِنْ لمعان الحِكَايَه

مِنْ حنينِ نَخِيلٍ يُوَدِّعُنِي

حُزْناً

مِنْ بُكاءِ زيتونٍ يُقيّدني

وفاءً

سَأُسافرُ

أُسافرُ

وَفِي مِحْرابِكِ القُدس

يَسْتَأْسِدُ الحُبُّ

وحُبُّكِ

عِشْقٌ لَا يفنى…

 

بقلم: عطا الله شاهين

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الطائفية كما ظهرت في الأدب الإنكليزي/ بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

تشير الطائفية في الأدب الإنجليزي إلى تمثيل واستكشاف الانقسامات الدينية أو السياسية ...

مــــاضــرَّ  قــافــلــةً كــــلابٌ تَــنــبَحُ/ بقلم: عــبــدالــناصر عــلــيــوي الــعــبيدي

  ———- بــالــمَدْحِ يَــرتَــفعُ الأمــيــرُ فــيــفرحُ فــتــراهُ يُــجْــزِلُ بــالــعطاءِ ويَــمْــنَحُ – لــكــنْ ...

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

واحة الفكر Mêrga raman