الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / بلادُ الأحلام تلوَّحُ لي/ بقلم: مرام عطية

بلادُ الأحلام تلوَّحُ لي/ بقلم: مرام عطية

بلادُ الأحلام تلوَّحُ لي/ بقلم: مرام عطية

—————

في بلادٍ وارفةٍ كالعيدِ ، مطعَّمةٍ بالزعفرانِ كطبقٍ شهيٍّ ، معجونةٍ بالحليب واللوز كأقراص العيدِ، كانَت الحياةُ صديقةً حميمةً لنا، وكنَّا طيبين كالوفاء .

 

في بلادٍ قديمةٍ كلوحةٍ فسيفسائيةٍ أثيلةٍ، مسكونةٍ بالوردِ كأفئدةِ الطفولةِ ، كان لنا وطنٌ قشيبٌ يسرِّح هدبهُ بين الغيومِ فتغطي وجهها خجلاً ، ينقش سطراً من زروعٍ فتضحكُ الفيافي اخضراراً ، كان الرعاةُ يفترشون القلوبَ بأغنياتهم و يسرِّحونَ قطعانهم في فضاءاتِ الروحِ ، و كان النهرُ يسهرُ مع العاشقين ، يهمسُ بالشوقِ في أذن نجمةٍ عاشقةٍ تسلَّلتْ في العتمةِ من نافذةِ بيتها إلى سعفِ الحورِ والصنوبرِ ، ثمَّ يسكبُ لهم كؤوسَ النورِ بغبطةٍ حتى يسكروا بخمرةِ الصباحِ

كانت الشمسُ تقبلُ وجوهَ الناسِ المشرقةِ بالحبِّ وترشُ على الأوقاتِ الكثيرَ من الياقوتِ والفيروزِ ، فيفرحون بهدايا السماءِ وتزدانُ اللحظاتُ بألوانِ الشَّغفِ و أقواسِ الفرحِ

وحين تودعُ الشَّمسُ النهارَ يصيرُ الليلُ وسادةً ناعمةً من الزهرِ الفارهِ للمتعبينَ والمقهورينَ

أما الآنَ فالقمرُ يسهرُ وحيداً يبحثُ بين الكرومِ وتحت عرائشِ البنفسجِ و الزيزفون عن نبضِ ربيعٍ ، يفتشُ في الشرفاتِ المطلة على الروابي الخضر عن أحبةٍ كرامٍ غادروهُ إلى أماكن بعيدةٍ ، فيلفُّ وجههُ بغيمةٍ شاحبةٍ ودموعه تسيلُ كالسواقي على وجنتيَّ

اليومَ جيوشُ الأسى تحتلُّ النهاراتِ ، تغتالُ الصباح وهو طفلٌ وليدٌ ، وتصطادُ عصافيرَ الحبورِ من عيون المحبينَ ، والفقرُ يملأ جرارَ الفلاحين الفارغةِ بالآهاتِ ويجرعهم الغصصَ تلو الغصصَ

بلادُ الأحلامِ تلوحُ لي ، أسائلُ الزهور ُعن فراشةٍ كانت هناكَ تدور ، عن سمراءَ كانت يوماً صديقةَ عصفورٍ ، فتبكي عيناها ، و أرى جسدي النحيلِ معلقاً ما بين الأرضِ والسماءِ كشمعةِ رجاء .

___________

مرام عطية

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman