الرئيسية / إبداعات / بيروتُ …… انهضي/ بقلم: مرام عطية

بيروتُ …… انهضي/ بقلم: مرام عطية

بيروتُ …… انهضي/ بقلم: مرام عطية

————————

حروفي ثكلى مثلكِ يا مدينةَ الأحلامِ

وعيناي تغرقان بآلامِ الفقدِ

قلمي مكسورٌ انكسارَ قلبكِ الدافئ يا أميرتي

فاعذريني إنْ استطالَ غيابي وجفَّت غيومي

دماؤكِ تروي البحرَ وتفيضُ شلالاً على اليابسة

تختلطُ مع دماءِ دمشقَ والموصلِ وبغداد

أوصالكِ تتطايرُ كأوراقِ الشجرِ أمام العاصفةِ

والنار ذئبُ جائعٌ يلتهمُ الكنوزَ ولا يشبعُ

كيف أصدِّقُ أن الفيلمَ الأسودَ القديمِ لم ينتهِ

وأنه دلفَ إليكِ بحلةٍ جديدةِ؟ !

أو كيفَ أصدِّقُ أنَّ تلكَ الشقراءَ البهيَّةُ التي كانت تتكئُ على اليمِّ بهناءٍ

وتسرِّحُ جدائلها على الشطآنِ بحبورٍ، تغرقُ اليومَ في السوادِ والأسى ؟!

أو كيف أصدِّقُ أنَّ قصورَ الماسِ والذهبِ صارت مقابرَ مخيفةً؟

وأنَّ النجمةَ المتلألئةَ سحراً باتتْ كالليلِ في الظلمةِ

لا تيأسي يا واحةَ الحبِّ، كفكفي دموعكِ حبيبتي

اجمعي نثاركِ، وودِّعي شهداءكِ في احتفالٍ مهيب

يا مدينةَ الجمالِ، لا تسقطي في مستنقعِ إهمالهم

أو تغرقي في خياناتهم

انهضي من تحت الركام كالفينيقِ، وخيِّبي آمالهم فتحتَ رمادكِ ألفُ عشتروتُ تزرعُ الحياةِ وتوقدُ الجمرَ في الجليدِ

يا برجَ السلامِ لا تسألي لِمَ قتلوكِ؟ وكيفَ لم ترهم عيناك؟

الثعالبُ لا تزورُ إلا في ثيابِ حمائم

أتعبهم جمالكِ فرموك بنيران حقدهم،

حسدوكِ لأنك في حلكة الظلمةِ تحملين قنديلَ الضياءِ

يا أختَ بردى وعشقَ قاسيونَ

يا حبِّي الأثيلِ أتدرين لِمَ غدروكُ؟

لأنَّكِ صوتُ الفنِ وآخرُ نجمةٍ بهيةٍ للعربِ

لأنكِ سيدةُ المدائن والعصيةُ على كلِّ الطامعين

لا لا تسألي من أضرمَ النيرانَ في صدركِ؟

من سفحَ خدكَ الأسيلَ؟ ومن شوَّه جمالكِ الأنقى؟

على متن بواخرهم أرسلوا الموتَ بمواقيتَ محددة وظننتها ألعابَ الصبيانِ

وفرزوا الجثثَ مسبقاً، وأحصوا القتلى

وفي لحظة الأمان اغتالوكِ

لم يعلموا أنكِ بلدُ الفينيقِ إنٍ استشهد فيك بطلٌ تنجبين مئات الأبطالِ

وإنْ ماتت فيكِ خميلةٌ تولدين آلاف الخمائل

إنْ ذوت فيك ليمونةٌ تولدين بياراتِ ليمون

لك الحقُ أن تعجبي كيفَ غدروكِ؟

فالحقدُ أعمى يا حبيبتي

وكذلك عيونُ الجناةِ لا تفرقُ بين الحضارةِ والجهلِ

بين الحمائم والحجرِ

القاتلون وحوشٌ سافرةٌ برداءِ الإنسانيةِ

دعيهم الآن فالشمسُ ستكشفُ أقنعتهم غداً

ولا تبحثي عنهم، إنهم يرتكبون الجرائمَ خفيةً ومن وراءَ البحار ِ بلا فمٍ ولا لسانٍ.

___________

مرام عطية


عن Xalid Derik

تعليق واحد

  1. حمى الله لبنان وطن الجميع
    قلوبنا. اعتصرت الما
    وفي سرير ه انفسنا نعلم انها ملفات قذرة تم تنفيذها على حساب الشعب المسالم اللبناني خصوصا والعربي عموما ولكن هذا قدر الشرفاء قلوبنا معكم احبتنا في لبنان الغالي على قلوبنا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أمة العرب والأمم المتحدة / بقلم: خالد السلامي

يعتبر العرب وخصوصا العراق ومصر وسوريا والسعودية ولبنان من اوائل المشاركين في ...

من عمق المجتمع، جداريات بجمالية داهشة للقاصة زلفى أشهبون/ بقلم: بوسلهام عميمر

                        ...

تخفي الهشاشة في زمن مغلق/ بقلم: مصطفى معروفي

شاعر من المغرب ـــــــــ صدِّقوا الطير إن هي مدت مراوحها في دم ...

رحل بيتر هيجز: الرجل الخجول الذي غير فهمنا للكون/بقلم جورجينا رانارد/ترجمة: محمد عبد الكريم يوسف

  اشتهر البروفيسور بيتر هيجز بهذا الشيء الغامض الملقب بـ “جسيم الإله” ...

القيم الاجتماعية في عشيق الليدي تشاترلي للكاتب دي اتش لورنس/ محمد عبد الكريم يوسف

في رواية دي إتش لورانس المثيرة للجدل، عشيق الليدي تشاترلي، يلعب موضوع ...

آهٍ إن قلت آها / بقلم: عصمت دوسكي

آه إن قلت آها لا أدري كيف أرى مداها ؟ غابت في ...

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

واحة الفكر Mêrga raman