تنجيم
قالتْ ليَ العَرَّافةُ يوماً:
لا تثقي إلّا بحدْسِكْ
وامْشِي معَ أحْلامِكِ صَوْبَ النَّهارْ….
لا يُرْعِبَنَّكِ بِطْءُ القافلةْ
ولا شَمْسُ حُزَيرانَ وآبْ
ولا عواءُ ذئبٍ ها هنا
راحَ يَسْرَحُ في الجِوارْ….
يومُكِ نَهَاراتُ عبَّادِ شَمْسٍ
راكضةٌ خلفَ الشُّعَاعْ
ومساءاتُكِ لُعَبٌ منَ الكِريستالِ والضَّوءْ ….
لا تثقي إلا بحدْسِكِ
قالتْ ليَ العرَّافةُ يوماً:
رحمُكِ موطنُ الدَّهْشَةِ الأولى
وبيتُ الخَلْقِ وبُزُوغِ النَّدى …
كفَّاكِ واحتا نخيلٍ
يااااا لحلاوةِ الرُّطَبِ وحبَّاتِ البلحْ!
لا تثقي إلا بحدْسِكْ
طيري كما المُهْرَةُ حينَ
يجتاحُها وجعُ الصَّهيلْ
لُفِّي غصونَ الرُّوحِ بحريرِ الهوى
و امْضِي سريعاً
نحوَ ساحاتِ الخيالْ …
قالتْ ليَ العرَّافةُ يوماً:
ثِقِي بروحِكِ
وكفَّيكِ
ونبْضِكْ …
وأجْعلي من لونِ جُرْحِكِ ساحةً أخرى
للوحاتٍ جديدةْ
قالتْ ليَ العرَّافةُ يوماً
بصمْتِ عينيها وصمْتي:
لا تثقي إلّا بحدْسِكْ.
بقلم: ربى نظير بطيخ
