الرئيسية / حوارات / حوار مع الشاعرة السورية شاديا عريج/ شاكر فريد حسن

حوار مع الشاعرة السورية شاديا عريج/ شاكر فريد حسن

الشاعرة السورية شاديا عريج

 

حوار مع الشاعرة السورية شاديا عريج

شاديا عريج شاعرة سورية متمكنة فرضت حضورها على الساحة الأدبية والثقافية، تنطق شعرًا، وتصوغ حروفًا حريرية متناهية، تكمن لذة ومتعة نصوصها بالبوح، ولا تخضع لرقيب حبرها المنساب كالماء الرقراق من دون تردد.

كان لي معها لي هذا الحوار:

 

من هي شادية عريج؟

من الناحية الأدبية أنا امرأة جبلتني معجزة الوجود، سقتني أمطار السماء، عظمي وجمجمتي تهوى الفن والإبداع، أما على صعيد عملي الشخصي فأنا مدرسة لموضوع التربية الفنية في السويداء-سورية.

حدثينا عن بداياتك الشعرية؟

كان للرسم دورًا كبيرًا في خوض تجربتي الشعرية، حيث أن الرسم والشعر واحد، ولكن تختلف الأدوات، فأدوات ومفردات الشعر هي الكلمة والصورة الذهنية واستقبال المتلقي عن طريق السماع والقراءة، بينما أدوات الرسم فهي اللون، الخط، الصورة البصرية، والاستقبال يكون عن طريق العين واللمس، وإذا هما مفردتان من عالم واحد. وقد وظفت موهبتي الفنية باتجاه الشعر الذي بدأ منذ الصغر. اتأثر لأي موقف من مواقف الحياة دون نسيان، وزمن القصيدة هو الذات تتفاعل بداخلها طويلًا قبل التدفق السريع حيث هناك وطن لما يجول من أحداث فتتفاعل به من قبل التفاعل مع الحرف الذي يولد مع هذه الأجواء.

ما هي الموضوعات التي تتناوليها في نصوصك؟

موضوعاتي فيها صوت امرأة عربية عاشقة..عاشقة للوطن البلد..للوطن الرجل..للوطن الأم..للوطن الطفل..لوطن الأرض والسلام ليتدفق الوطن في العروق ويتوحد الشعر معًا.

 ما هي الأسس التي يقوم عليها خطابك الشعري؟

أهم هذه الأسس هي كتابات فريدة باسقة حافلة باللمسات الانسانية المرهفة والشفافة، فيها حس تعبيري عال واسلوب لغوي واضح سهل ممتنع مليء بالإيحاءات والرموز لتصل بسهولة لكل من يقرأ حرفي.

 كيف تقيمين الحركة الثقافية والنقدية السورية، وهل أنصف النقد شاديا عريج؟

لست بموقع يؤهلني لذلك، لأنه بصراحة للنقد أهله، فهو انفجار عنيف في العروق الدموية من ثنايا العقل والقلب، والنقاد يدركون ما للشعر من رسالة فنية روحية قومية يعتصموا بحرمه ويحيلوه في نفوسهم مكان العبير في الأزاهير، لذلك يفتن الشاعر بنقدهم فيلج على الصفاء في شعره، والصدق في شدوهم، فلهم طرائقهم ولنا الكلمة بتواضع.

وبالنسبة لا نصافي نقدًا، أقول: الحياة صخرة عاتية جبارة وست أصواتها على شاطئ بحر أمواجه هي جهد الناس ونضالهم. وأنا أخذت أكثر من جهدي ونضالي بكثير، وأسمى آيات الشكر والعرفان لمن كان له بصمة في تشجيعي ورأي في حرفي.

كيف ترين مساهمة المرأة السورية في النهضة الثقافية العربية، والشعرية خصوصًا؟

للمرأة دور كبير حيث ازدادت مشاركاتها السياسية والثقافية. وأصبح لها دور في صنع القرار، ومشاركات حافلة على المستوى الثقافي.

 ما هي القصيدة التي تعتزين بها من قصائدك؟

النص المحبب لدي عنوانه “الندى نار “هذا النص له وقع خاص واشعر بأنني في حالة حب معه ويحدث بيني وبينه ارتباط قوي وعميق.

وهذه كلماته….

الندى نار

 

تفنن حبيبي في الغياب

 

وزد اللوعة في الفؤاد

 

إني أركب طوع زماني

 

وزماني تربى على العناد

 

سنابل القمح أهديها لك

 

وآتيك على جمر المداد

 

يعيا بي الموت كيف احيا

 

أعيش أسيرة في السواد

 

حبيبي أحلامنا تحيا وتفنى

 

فكن علي كريما وجواد

 

أطلقت حبك لحنا يغنى

 

ينأى عن الغياب والبعاد

 

والندى فوق الورود نار

 

أشعلت قلبي بريح من رماد

 

بيني وبينك عهد جميل

 

أرنو إليك فقم…وناد

 

فإني لك طوع… أمر

 

ولي منك فياض الوداد

 

 من يعجبك من الشعراء والمبدعين السوريين والعرب؟

ما أكثرهم ولا أستطيع ذكرهم جميعًا، فهم من أطياف متعددة، ومن مراحل زمنية كثيرة، فهناك جرير والفرزدق والأخطل وأبو تمام والبحتري وعمر أبو ريشة وبدوي الجبل ونزار قباني وسليمان العيسى وسواهم، وأنا أفتن بحرفهم لكني لا أتأثر بشاعر دون سواه، المهم عندي المفردة الكلمة، فهي نقطة الارتكاز الأولى، وهي عنصر الاثراء الذي يخاطب العقل والوجدان من خلال حوار فكري جمالي بين الشاعر والمتلقي.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أنا بصدد طباعة مجموعة شعرية قريبًا ان شاء الله، وأفكر بعد فترة الى جانب عملي بموضوع الفنون التشكيلية واللغة الأدبية اقامة مرسم خاص لي.

كلمة أخيرة توجهيها للمبدعين الشباب؟

أقول لهم: أنتم يا من تكتبون على الصفحات البيضاء فراشات وأغنيات حبًا وأناشيد أكتبوا بإحساس، ارسموا الحرف بعشق للأرض، للسماء، كي يصير النهار بكم أجمل، وتصير قامة الوطن أكبر من كل القامات، أكتبوا وارسموا، وطيروا باتجاه شمس تصنعون من أشعتها مظاهر الفن والجمال والإبداع.

 

 

حوار أجراه: شاكر فريد حسن

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman