الرئيسية / مقالات / رمضان والشياطين المصفدة/ بقلم: خالد السلامي

رمضان والشياطين المصفدة/ بقلم: خالد السلامي


في كل عام وعند أول ليلة من ليالي رمضان تُفتح أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران وتُغل الشياطين وتُرمى في قيعان البحار .. هذا ما أخبرنا به الحبيب المصطفى والنبي الأكرم رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . ومايثبت صدق هذا الحديث الشريف إمتلاء مساجد المسلمين بالمصلين وخصوصا في صلاة العشاء والتراويح وصلاة الجمعة ونسبة لابأس بها في باقي الصلوات الأخرى في رمضان المبارك رغم بقاء بعض تاركي الصلاة اللذين يصومون دون ان يصلوا والبعض ممن لا يصلي ولا يصوم ، خارج مسيرة رمضان السنوية.
اذاً فإن لحرية جنود إبليس اللعين طيلة أشهر السنة الأخرى الدور الأساسي في إمتناع زائري المساجد في رمضان عن ريادتها خلال الأشهر الأخرى من السنة وإلا فما الذي يمنعهم عن صلاة العشاء والفجر في أقل الأحوال في الأشهر الأخرى ، فإذا قلنا لنا أعذارنا خلال ساعات النهار بسبب ارتباطنا بأعمالنا وأمور الحياة الأخرى فما المانع من التواجد ليلا وفجرا والدليل أننا نعمل خلال نهار رمضان ونحضر للمساجد في لياليه رغم العمل المتعب والجوع والعطش المصاحب له بسبب صيامنا خلال النهار؟
هذا يعني إننا بالإمكان أن نحضر المساجد عند صلاة العشاء والفجر في باقي الايام غير الرمضانية كوننا نعمل نهارا ونحن نأكل ونشرب وندخن السكائر ولم ينقصنا شيء . ام إن الإيمان يزداد فقط في رمضان وينخفض كثيرا في باقي أشهر السنة .
نحتاج أن نعيد حساباتنا مع ديننا كوننا آمنا به وعلينا الإلتزام به وبتعاليمه وترك ما يوحي به إلينا الشياطين عندما تُفك قيودهم بعد رمضان تَجنُباً لوادي الويل الذي ذُكر في قول الله تعالى في سورة الماعون ( فويل المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) فإذا كان الويل (( وهو وادٍ في قعر جهنم لو ألقيت فيه حجرا لَإحتاج الى سبعين سنة وفي رواية سبعين الف سنة حتى يصله)) مخصص للساهين عن صلاتهم فقط ، اي اللذين يُصلون ولكنهم يسهون عن بعض صلواتهم ، فما هو عقاب تاركي الصلاة اصلا؟
يقال سأل احد الفلسطينيين واحدا من المحتلين لبلاده ، متى سننتصر عليكم فكان جواب ذلك المحتل وهو يشير الى مسجد قريب منهما ستنتصرون علينا عندما تمتلئ مساجدكم هذه في صلاة الفجر وهو يعرف حقيقة أهمية امتلاء المساجد بالمصلين رغم أنه من ديانة أخرى ، فمتى سنملؤها ونحن اهل الصلاة والمساجد ونحن نقترب من آخر الزمان.
لست ناقدا لأحدٍ إنما هي دعوة لكل من آمن برسالة محمد صلى الله عليه وعلى آلِه وصحبه وسلم ، هذا النبي الأحب إلى الله من كل مخلوقاته البشرية وغير البشرية منذ بدء الخليقة الى نهايتها وفي الحياة الأبدية في الآخرة ، للإلتزام بما جاء به من خير للبشرية جمعاء وللمؤمنين به خصوصا.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman