عامودا ومبدعاتها / بقلم: نصر محمد

عامودا ومبدعاتها / بقلم: نصر محمد

ــــــــــــــ

((عامودا هدية الله إلى الكرة الأرضية. عندما خلق الله الكرة الأرضية نظر اليها فأعجبته فأراد أن يهديها هدية. فأخذ بقعة من بقاع الجنة قدسية وجمالا ووضعها على الكرة الأرضية ونظر اليها وابتسم واسماها عامودا))

 

من يزور (عامودا) وكان لديه متسع من الوقت فسيشهد عشق أهلها المفتوح للحياة. ويتلمس في شرايينهم ابتهاج الفرح الريفي. فكل الأعياد أعيادهم يحتفلون بها كأنها طقس خاص بهم وحدهم من ميلاد المسيح إلى رأس السنة الميلادية وعيد الفطر والأضحى وعيد النيروز.

 

(عامودا) ملجأ الخائف والشقي والمتمرد. وشغف الشعراء والشاعرات للحروف ونسائم ليالي الصيف العليلة. وحقول القمح ولتجمعات العجائز أمام أبواب بيوتهم في الحارات.

 

(عامودا) تلك المدينة العامرة بتاريخ حضارتها وبذخر مواهب سكانها كانت ومازالت وستبقى مركز العطاء ومنارة العلم لكل أديب وأديبة واليكم لمحة عن بعض مبدعاتها من ناشطات وكاتبات وشاعرات.

 

ثمة نساء لهن بصمات في وجودهم ونضالاتهم المشرفة على مختلف الأصعدة وبقوة في وجدان ضمير الذاكرة الكردية

وتاريخنا مليء بهن.

 

(نوفين حرسان) ناشطة مدنية

 

نوفين حرسان ولدت في (عامودا) لأسرة تناضل من اجل القضية الكردية وكان والدها يؤمن بالمساواة ويشجعها على الدراسة

 

نوفين حرسان وجه نسوي كردي لعبت أدوار هامة وحضرت نشاطات دولية متعددة وساهمت في تعريف الراي العام بالقضية الكردية. هي ناشطة قومية ونسوية متميزة تربت وترعرعت في كنف عائلة اشتغلت في مجال الثقافة انخرط والدها وغالبية عائلتها في النضال القومي الكردي أكملت دراستها الثانوية وانطلقت إلى أوربا للدراسة. وهناك أيضا ناضلت في سبيل انتزاع حقوق شعبها …!!

 

(مهوش شيخي) ناشطة مدنية

 

من مواليد (عامودا) 1966 مهندسة كهربائية وناشطة مدنية

عضوة مؤسسة (جمعية شاويشكا للمرأة) كانت من أوائل الجمعيات التي تأسست بعد الحراك الثوري في عام 2012

هذه الجمعية اهتمت بتمكين المرأة فكريا واقتصاديا وسياسيا. وأسست صالونا أدبيا مهما في مدينة القامشلي تحولت إلى حالة ثقافية راقية وحيوية. وهي مقيمة حاليا في المانيا …!!

 

(نيروز قجو) ناشطة

 

خريجة كلية الآداب قسم الفلسفة في جامعة حلب ٢٠٠٥

هاجرت لكوردستان /السليمانية ٢٠١٣

٢٠١٤ بدأت العمل في منظمات حماية وتمكين المرأة كمديرة لحالات العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي …وعملت كقائدة فريق …

مدربة ال (GBV) الذي يعني العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

وكذلك مدربة في كيفية إدارة حالات العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي.

لهها نشاط توعية بخصوص الجندر على صفحة حوارات نسوية وگروپ حوارات نسوية حرة …!!

 

(سمر دريعي) فنانة تشكيلية

 

ابنة عامودا التي حاولوا وأد سنابل الأرحام فيها يوما إلا أنها وكما شرمولا أبت إلا أن تزهر البراعم من لهيب النيران المشتعلة في أكباد الآباء والأمهات لتكون عامودا ولادة بكل شج جديدة.

تولد عام 1977. درست في كلية الفن التشكيلي اختصاص رسم. حصلت على ماجستير في اللغة البصرية وفلسفة الفن لتكون الدكتوراه في النقد الفلسفي. حاليا مقيمة في بوخارست الرومانية منذ 23 عاما.

تتميز لوحاتها بصرامة الوانها ورزانة تعابيرها. ترسم الوجوه

بتعابيرها العميقة ولا تسمح للشكل بأن تخرج إلى مسافة في

غير نطاق الدلالة المركزة والعميقة. .!!

 

(هيفي قجو) كاتبة

 

تحمل لنا من معاني الجمال اسما ومضمونا. جميلة جدا في أشعارها وقصصها القصيرة جدا. شخصيتها متزنة ورزينة

الحديث معها ممتع وشيق. كلماتها منتقاة بروعة ودقة وعذوبة متناهية. تسحرك وتأسرك بلطفها وأدبها. أعمالها الأدبية

١ _ بعد أخر. هوامش سردية. قصص قصيرة

٢ _ أصابع العازف أو كصوت ناي بعيد. هوامش سردية

٣ _ أدراج عالية. جهات عمياء. سرديات

٤ _ مجموعتان شعريتان قيد الطباعة

وهي مقيمة في برلين …!!

 

(شمس عنتر) كاتبة

 

قاصة كردية تعي قيمة ذاتها الفكرية وهموم مجتمعها. حيث انسابت الكتابة على حياتها. منصتة لقلب القصة وقلوب الناس. القاصة المسافرة في عوامل الحب والجمال بلمسات الشجن واضعا بصمتها المتفردة في الكتابة السردية. قلم جميل وحرف ممتع وصاحبة مسيرة مميزة في عالم الكتابة.

إذ تحاكي في نصوصها الأدبية الكثير من القضايا الشائكة

صدر لها ثلاث مجموعات قصصية

١ _ سميتني مريم

٢ _ مئة حبة محترقة

٣ _ مواسم اليباب

٤ _ كتاب قيد الطبع عبارة عن دراسة عن مشاركة المرأة

في الحياة السياسية …!!

 

(نغوين موسى) كاتبة وفنانة تشكيلية

 

كاتبة متعددة المواهب. إذ لها حضورها في مجال التشكيل. النقد. الرواية. فهي تخلق بريشتها عوالم الجمال وتكتب رؤاها بدم القلب وتصرخ ملء الفم والروح. هي ابنة عامودا الحرائق. بعد محطتها الأولى في عامودا مسقط الرأس. والمدرسة الأولى استقرت في دمشق التي فتحت لها صدرها

ولكن بعد جد واجتهاد وصبر جميل. لتبرز مواهبها الواحد منها تلو الآخر.

صدر لها مؤخرا رواية (ليلة الهجران) عن دار كنعان في دمشق …!!

 

(نغم دريعي) شاعرة

 

ابنة عامودا الحرائق. إجازة في الأدب الإنكليزي. خرجت من قيود الشعر التقليدية لتنطلق بلغة خاصة بها. تميزت بالجدية في تعابيرها وتراكيبها وصورها الشعرية. فحققت الإدهاش

لغتها الشعرية شفافة ومشحونة بدهشة صافية. وعبر مشوارها الأدبي المفعم بالجدية والحيوية. حملت هموم الوطن والإنسان.

هي امرأة شديدة الهدوء. تعشق الموسيقى والقهوة وفوضى الكتب. تحلم بالعدل والمساواة

وتكافؤ الفرص والحرية وتكتب لتدق العقول المتحجرة. تتسم بمسحة من الحزن الشفيف وتبحث عن فرح لا تعرف أين تباع …!!

 

(زينب خوجة) شاعرة

 

شاعرة كردية مواليد عامودا. إجازة في الأدب الفرنسي

لها حضورها الخاص في المشهد الشعري. لديها خطابها الشعري الخاص ولونها المميز. تجمع بين حروف قصائدها

قطوفا من الواقعية والوطنية والرومانسية والدفء الإنساني

والرقة الشعرية. وصدق العاطفة. وجرأة البوح …!!

 

(ماجدة داري) شاعرة

 

شاعرة كردية من مواليد عامودا. أنها مهرة الغيم والريح العصية. متحررة من قيود الحرية والقبلية. ممزوجة بزرقة سماء الشمال السوري وبخضرة النيران الجبلية الجميلة. مفتونة بالنرجس. تستنشق عبير اللغة البكر التي فيها الكثير من المكان والعزلة …!!

 

(سلمى العبدي) شاعرة

 

((شاعرة ترسم الكلمات قصيدة وتشكل الحروف لوحة لتعلن

بإبداع واضح عن ولادة نتاجات إبداعية مرسومة باللون والحرف بتناغم وانسجام يرسخ في عين المتلقي وسمعه

بخطوات ومسار متواز فتتحقق بذلك متعة الفن وروعة النثر

ونظم القصيدة. تحملنا خلجاتها لنتبضع ثقافة السمع والبصر

بين شهقاتها يختلسنا عالمها ليعانقنا السحر. !! ))

 

(فائزة القادري) شاعرة

 

تولد عامودا 1969 درست في كلية التربية بالحسكة لها ثلاثة أولاد وبنت. رئيسة المركز الثقافي بالقامشلي حاليا.

تحب الموسيقا. الموسيقا كعلاج للروح من شوائبها

لقبت بكثير من الألقاب. بلقيس. شمس. شمس الفصول

سيدة الياسمين. زنوبيا

تؤمن بكل الثقافات كروافد للثقافة الإنسانية

عرفت بقربها من كل الناس على اختلاف مشاريعها

تؤمن بالمحبة علاجا لكل الأمراض البشرية.

هي صوت نسائي مميز في محافظة الحسكة. تلامس القلوب. وتحاكي الواقع. عذبة الأداء تنثر شعرها في أفئدة

القراء وقد كتبت في المواضيع الشعرية …!!

 

(عبير دريعي). شاعرة

 

حاصلة على كلية التربية وحاليا تدرس حقوق وهي

رئيسة اتحاد كتاب كورد سوريا فرع عامودا ولقبها الشاعر

جميل داري بشاعرة عامودا. وحصلت ديوانها (أنت صباحي) على درع وجائزة لأفضل ديوان بدار النشر بالقاهرة

 

انبهرت باللغة ففتحت لها العربية المجال واسعا لتبحر ببراعة في عالمين متوازيين متكاملين رغم اختلافهما الأسلوبي لغة التربية والتعليم ولغة الكتابة الإبداعية. وكان حصيلة هذا الشغف أن كتبت نصوصا بجمالية فنية وأسلوبية ذات بصمة مميزة.

فالشاعرة عبير دريعي تتعامل مع الأدب والثقافة كشغف وحاجة روحية فنجدها تكتب نصوص نثرية عن عوالم المكان عن الأنوثة عن الكينونة.

عبير دريعي أم لخمسة أولاد. عملت أكثر من ثلاثين عاما في حقل التدريس وتعمل حاليا مديرة مدرسة في عامودا. تأثرت أيضا بوالدها الراحل الفنان عبد الرحمن دريعي فنيا وأدبيا …

 

هكذا عاتبتني عامودا

 

تبكيك الأماكن

حينا

والزمن يدينك

باغتيال اللحظات

وأنت كما أنت

لم تزل منافقا

تتناسى العهود

لعقود

وتدوس عنوة

فوق الورود

ناكرا لها عبقها

وحتى الدروب

بحت بسرها

هي التي تعلم

عدد خطواتك

في المرواح والمجيء

وهناك القمر لا منة يعاتبك

عن إشعال قنديله

لتهتدي الطريق

تبا لك من خائن للعهد

وناسيا ماض لنا جميل

هكذا عاتبتني عامودا … !!

 

….. ….. حكاية لم تنتهي بعد

 

…. ….. نصر محمد .. المانيا