الرئيسية / تقارير وإعلانات / على هامش يوم الثقافة الفلسطينية/ شاكر فريد حسن

على هامش يوم الثقافة الفلسطينية/ شاكر فريد حسن

على هامش يوم الثقافة الفلسطينية

في الثالث عشر من آذار ، المرأة والأم والأرض واللوز والربيع ، يحتفل المثقفون والمبدعون الفلسطينيون مع مختلف أوساط وشرائح وقوى شعبنا الفلسطيني ، بيوم الثقافة الفلسطينية من خلال تنظيم وإقامة العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والاأدبية والأمسيات الفنية،  تأكيداً على الدور العظيم والهام الذي تؤديه الثقافة الوطنية والثورية الملتزمة في حياتنا اليومية ومعارك شعبنا النضالية والكفاحية البطولية لأجل التحرر والاستقلال الوطني ، وكذلك في صقل شخصيتنا الثقافية الوطنية وصيانة هويتنا الثقافية الحضارية وحفظ تراثنا الشعبي وموروثنا الفولكلوري ، فهي لا تقل عن البندقية والمدفع ، وهي خندق من خنادق الكفاح والمقاومة والصمود والتحدي ومواجهة القهر والموت .

ويتماهى يوم الثقافة الفلسطينية مع ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني الانساني الكوني الاممي، سيد الكلمات، وصانع الحلم الفلسطيني، ورائد ثقافة المقاومة، وعميد شعراء فلسطين، المبدع الكبير محمود درويش، الذي اتحفنا وافعمنا وأدهشنا بأريج قصائده الخالدة، التي تفيض وتنبض حرارة ولهيباً وذخيرة وحجارة على المارين بين الكلمات العابرة، تقديراً ووفاءً له ولعطائه المميز والمتفرد ودوره الريادي في حمل راية فلسطين الى فضاءات كونية جديدة، وبناء جدارية الصمود والبقاء والثورة والامل المتجدد.

وهذا اليوم الثقافي المميز هو اضافة نوعية للأجندات الفلسطينية والايام والمناسبات الوطنية والنضالية المدونة في تاريخ شعبنا النضالي الماجد. وفيه نتذكر شعرائنا ومثقفينا ومبدعينا الفلسطينيين، الذين سطروا بدمائهم ملحمة البقاء والصمود والانزراع في الوطن، وقصائد الحب والثورة والنضال والانتفاضة وحلم العودة، ورسموا فلسطين بمداد القلب والروح، فاجترحوا المعجزات وجاءوا بالشعر والادب المقاوم، الذي لا يعرف الهزيمة والاستسلام، وقاوموا ليالي الغربة والشتات والمنافي القسرية، وصمدوا في وجه الغزاة والمحتلين وكلهم ايمان وثقة بأن الليل زائل، وان الفجر مهما طال آت وقادم.

كما اننا في هذا اليوم نستحضر الوجوه الثقافية التي رحلت وارتحلت وغابت عنا وغادرت حياتنا وعالمنا الى البعيد، وما اكثرها، وكان لها دور في التشكيل الثقافي لشعبنا، وصياغة نص الحرية والانعتاق واسس مشروعنا الوطني الفلسطيني، وستظل جزءاً مهما من تراثنا الادبي الفلسطيني والعربي والانساني بما قدمته من منجزات واعمال ابداعية وثقافية. ومن هذه الوجوه الثقافية المضيئة الساطعة والسامقة نذكر : عبد الرحيم محمود وعبد الكريم الكرمي وابراهيم طوقان ومطلق عبد الخالق ونوح ابراهيم وفدوى طوقان وخليل السكاكيني واسكندر الخوري البيتجالي وجبرا ابراهيم جبرا واسحق موسى الحسيني وخليل بيدس ومحمود سيف الدين الايراني وحسن البحيري وكمال ناصر وغسان كنفاني وماجد ابو شرار وعلي فودة ومعين بسيسو وراشد حسين وتوفيق زياد واميل حبيبي واميل توما وصليبا خميس وسالم جبران وعصام العباسي واحمد سعد وفوزي عبداللـه وسامي مرعي وسليمان بشير وهايل عساقلة وحمزة نجيب بشير وناجي العلي واسماعيل شموط وادوارد سعيد ومحمد حسيب القاضي ويوسف الخطيب ومحمد البطراوي وطه محمد علي وعبد اللطيف عقل ومحمد فؤاد القيق وحكمت العتيلي وزكي العيلة وخليل السواحري ونواف عبد حسن وصالح برانسي وطلعت سقيرق وداعس ابو كشك وعدنان السمان وللي كرنيك وممدوح نوفل وسواهم الكثير .

ولعل قدر ثقافتنا الفلسطينية أن تولد وتنشأ من رحم النكبة والتشرد والخيام، وان تنمو وسط المقاومة والخنادق والثورة الفلسطينية وانتفاضتي الحجر والمقلاع . وما يميزها هو صدقها وثوريتها وجماليتها وانسانيتها وتفاؤلها، والتزامها الوطني والطبقي، والتصاقها بهموم الوطن وعذابات الانسان الفلسطيني، والتحامها بالحركة الوطنية والثورية والشعبية الفلسطينية، وانحيازها المطلق والتام للعمال والكادحين والطبقات الشعبية الفقيرة المضطهدة المستضعفة المهمشة والمنسحقة، وتفاعلها مع الواقع المعيش والحدث الراهن، وملامسة الالم والوجع الفلسطيني والجرح النازف.

إننا في يوم الثقافة الفلسطينية نتضرع ونبتهل ونرفع ايدينا الى السماء متمنين الشفاء للمبدعين على سرير المرض، للشاعرين الفلسطينيين الكبيرين سميح القاسم وعلي الخليلي، وللمبدع الفذ والاديب المفكر احمد حسين، ونرجو لهما العمر المديد ليواصلوا اغناء ادبنا وثقافتنا بوهج ونور نصوصهم وابداعاتهم الاصيلة الراقية.

وفي النهاية، من واجبنا جميعاً، نحن معشر الكتاب والادباء والمفكرين والمثقفين المؤمنين برسالة الكلمة، وبالتنوير المعرفي، في ايام الثقافة الفلسطينية الممتدة الى اواخر هذا الشهر، تعميق وترسيخ الثقافة الوطنية الانسانية، التي تعزز كل ما هو انساني وجمالي فينا، وتنمي وعياً جمالياً وانسانياً في آن، وتؤمن بالتعددية وحرية الاختلاف والتنوع، وتنتصر للحقيقة وللإنسان، وتحترم كل المشاعر والمعتقدات الانسانية، دينية كانت ام دنيوية. وتحية لكل اعلام ثقافتنا من حملة مشاعل الحرية والثورة والامل الذي لا ينطفئ في نفوسنا ودواخلنا واعماقنا، وابداً على درب التحرر والاستقلال والانعتاق حتى مطلع الفجر وسطوع الشمس.

 

بقلم:  شاكر فريد حسن

 

 

عن Xalid Derik

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman