عندما غرقت فتاة/ بقلم: محمود العياط
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت القرية
خالية الملتقى
تكتنز طمى
وريح وقش
في صعيد الجنوب
الندى يتنفس
العبير ويحكى
عن فكرة
في أعماق
الجذور
والفتيات يضحكن
وهن يحملن
الجرار
ينظرن إلى الأمد
والجرف
ويتقدمن إلى النهر
يتسابقن
لعل النيل
يفتح لهن أبوابه
والشط يكتظ
بالزروع
الشمس تبتسم
كثيرا
من مليون
عام
يلعبن بالمياه
ويمشين
في النهر
كأنه طريق
في نهاية
المطاف كانوا
ستة صاروا
خمسة
أين اختفت الفتاة
أمام أعين
النهر القاسي
القلب
وأمام ارتعاد
السنديان
وأسى من شجرة
سنط
والطمى يهمهم
أنها مازالت
على قيد
الحياة
ورد النيل
يدرك أن الأرواح
محكوم عليهم
بالزوال
وبعد أيام
طافت جثتها
شمالا
نعشا شجيا
بين عويل
الموج المتقطع
والسمك يلطم
بحراشفه
حملوها في شوال
والنخيل أوصدت
نوافذها
وهم يتلذذون
برائحتها
وهم يمرقون
ويتبعهم الفراق
ويتمنون قرى
بلا نهر
محمود العياط
