الرئيسية / خواطر ونصوص شعرية / عيدُ الْمَوتَى/ بقلم: فاطمة شاوتي

عيدُ الْمَوتَى/ بقلم: فاطمة شاوتي

عيدُ الْمَوتَى/ بقلم: فاطمة شاوتي

ـــــــــــــــــــ

العالمُ جَرَّةُ الرَّاعِي المثْقُوبةُ…

سَاحَ سَمْنُها فوْقَ جَبينِهِ

لَحَسَ عَصَاهُ إبنُهُ الأخيرُ

في قائمةِ العُقْمِ…

العالمُ ناقِلةُ جُثثٍ…

لِ تَسْمِيدِ الأرضِ

وتخْصِيبِ التُّربةِ…

من أجلِ توْريثِ الْجِينَاتِ

للجيلِ القادمِ من رُفاتِ الأمواتِ…

الأقفاصُ مَلْأَى بِ النُّمُرِ الورقيَّةِ…

لَاصوتَ لَها

سِوى خَشْخَشَةِ الغابةِ والريحِ….

من وَحِيشٍ

لَا يَنْتَسِبُ لِ سُلالَةِ القِرَدَةِ…

البشرُ ليْسُوا دُمىً خشبيَّةً…

البشرُ أوزانٌ

لَا مُثقلةٌ بِ النعاسِ /

لَا خفيفةٌ بِ الكسلِ /

كلُّ مَاهنالكَ…

أنها أرصفةُ الْبَازِلْتْ غيرُ مُنَضَّدَةٍ

في أرْوِقةِ الفراغِْ….!

الفراغُ يشربُ أَدْمغةَ الشَّامْبَّانْزِي….

تعصِرُ المَوْزَ

أَقْنِعةً…

دونَ مَسَّاكَاتِ الجِلْدِ /دونَ حَمَّالَاتِ النهودِ /

تمارسُ الجنسَ…

دونَ مِشَدَّاتِ الصدورِ /

على أحبالِ الغسيلِ…

فكيفَ تزْأرُ شجرةٌ… ؟!

مِنْ رَحِمِهَا وُلِدَ فأسٌ

يفْتَدِي جوعَ حطَّابٍ…

يعطَشُ

فيشربُ عطشَهُ /

يغرقُ

فيتصبَّبُ عرَقاً…

كيفَ لِلْفأسِ أنْ تكونَ كُلَّاباً… !

تَجُزُّ أسنانَ العُشبِ

والمنجلُ…

فرشاةٌ مُثقلةٌ بِ السُّعالِ… ؟

تنْفُثُ في رِئَةِ الماءِ

بَالُونَاتٍ مفرغةً من المعْنَى…؟!

الْوَطَاوِيطُ تَحُكُّ أنينَ الليلِ على عيْنِ صَنَوْبَرَةٍ…

لِ تَرَى :

كيْفَ فَقَأَتْ حَدَأَةُ النَّوْمِ

عَيْنَ النهارِ… ؟!

وكيفَ تسلَّقَ غُرابٌ ظَهْرَ نَسْرٍ

فماتَ وهو يطيرُ…

بِ ريشِ الهواءِ

طليقاً….

الأَرَقُ رُؤْيَا تنامُ جالسةً على طَنْفَسَةِ الصمتِ…

خائفةً

مِنْ أشباحِ قصيدةٍ…

لَمْ تُكْمِلْ جَوْلتَهَا في حُنْجرةِ شاعرةٍ

اِنسدَّتْ حِبَالُهَا الصوتيةُ…

فعلَّقَتْ نَشِيدَهَا على حِبالِ الموتِ

احتفالاً…

بِ يَوْمِ آل مَوْتَى آلْ عَالَمِيِّ

سحَبَهُمُْ الوباءُ في جَوَارِبَ مثقوبةٍ…

إلى قاعِ النَّقيقِْ

ومضَى يشربُ شَايَ الربيعِ

في كِذْبَةِ أبريلْ..

 

فَهَلْ يَتجرَّأُ الشِّعْرُ على إحْياءِ موْسمِ الْمَرَاثِي

في عيدِ النَّيْرُوزْ… ؟

والجرحُ شقائقُ نُعمانٍ

تزُفُّ الْبِشَارَةَ لِلّ بَحْرِ…

لِ يُحَوِّلَ عيْنيْهِ من زُرْقَةٍ إلى حُمْرَةٍ

تكتبُ قصيدةً…

بِ قصيدةِ ” عَزّْ الدِّينْ الْمْنَاصْرَةْ”

فيصيرُ :

الأخضرُ / الأحمرُ / الأبيضُ / الأسودُ /

شارةَ نصْرٍ

في فوهةِ بُركانٍْ….

حمرُ /أخضرُ /

أمْ بحرٌ…

لَا لونَ لهُ سوَى جلودِ

أَلَا نسألُ :

هلْ هُنَا / هُنَاكَ / هُنَالِكَ /

بحرٌ أسودُ / أبيضُ /أالغَرْقَى…!

عيونُهُمْ طحالبُ هُ/شفاهُهُمْ زَبَدٌ هُ/

تَسْبَحُ فيهِ / تُسَبِّحُ بِهِ /

القصيدةُ… ؟

هلْ هُنَاكَ لِسانٌ غيرُ اللِّسانِ الْعَرَبِيٍّ

تتكلَّمُهُ القصيدةُ… ؟!

أمْ أنَّ القصيدةَ العربيَّةَ

في حَضْرَةِ الموتِ

تتكلَّمُ كلَّ اللُّغَاتِْ…. ؟!

فاطمة شاوتي. //. المغرب

عن Joody atasii

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

(حينَ عشِقْتُ روحَكَ… / بقلم: سلوى الغانم

كان لي مع عينيك رحلةً طويلة حكاية خيال.. ومُزُنِ حُبٍّ.. لا أرتوي ...

عاشقتي… /بقلم: سلمان إبراهيم الخليل

مدي ذراعيك وعانقي احلامي يشدني الحنين في غربتي يغوص في شغف أيامي ...

يثقلني الهدوء…/ بقلم: فوزية اوزدمير

تقتحمني حمى الليل برعونتها السردية غير المتأججة ، بعينين لامعتين حانقتين ، ...

عيناكَ… / بقلم: راميار سلمان

عَيْنَاكَ أمطار صَيْفِيَّة تراتيل عشق صوفية وَ دهشة قبلة هَارِبةٌ مِن لهفة ...

قبيل انسدال الستار/ بقلم: أنور يسر

لأحكي من السرد كل الرواية قبيل انسدال الستار ضعوا في جيوب (الأنا) ...

سأمقت كل اجزائي/ بقلم:سهام الباري

  سأمقتُ كلّ أجزائي وأدفنُ ذلك الجوهر وأنقشُ ريشتي السودا لتطمس عيده ...

يا حبيبتي../ بقلم : محمود صالح

أثِقُ بالقصيدةِ عندما تُلقي برأسِها المُجْهَدِ على صدرِك لدَيها من الوفاءِ .. ...

أجنحة اليقين / بقلم: رشا فاروق

على ثوب الليل حفرت آهتي كانت الريح تحمل وحدتي قصيدة تتلوها العواصف ...

واحة الفكر Mêrga raman