الرئيسية / مقالات / غزل متواصل بين رؤساء الغرب وبوتين / بقلم: خالد السلامى

غزل متواصل بين رؤساء الغرب وبوتين / بقلم: خالد السلامى

بعد مرور عام على الحرب الروسية الغربية في اوكرانيا تتكشف كل يوم بعض الأمور الغير معقولة في السياسة الحربية بين أطراف هذه الحرب الخطيرة على العالم كله وليس على اوكرانيا فقط.

فمن المعروف أن من يدعم عدوي هو عدوي أيضا وأن من يحارب حليفي ربما سيحاربني لاحقا إذا انتصر ولكن ما يجري في هذه الحرب الفريدة من نوعها من كل الجوانب أن فيها العديد من الألغاز التي تثير الريبة والشك في ما وراء الستار أو في كواليس هذه المعركة التي يبدو أنها ستطول بعض الشيء لحين تهيئة الأجواء والمسارح والمبررات لحرب عالمية ثالثة سيكون الخاسر فيها ليس أحدا ممن يتحكم فيها بل ستباد بها شعوب ودول ليس لها فيها ناقة ولا جمل.

وهناك العديد  من الالغاز في هذه الحرب منذ بدايتها الى اليوم منها اولا دفع الغرب لاوكرانيا بأن تكون عضوا في الناتو والاتحاد الأوربي مما استفز روسيا المجاورة التي لو فعلا حصل ودخلت جارتها تلك لذلك الحلف لكانت تحت مرمى اسلحة الناتو  برا وبحرا وجوا لان قواعد الناتو  ستكون على حدود روسيا وما ان دخلت القوات الروسية الى اوكرانيا حتى تخلى الغرب عنها بموضوع انضمامها للناتو والاتحاد الأوربي لكي لا يغضب الروس وقيصرهم الجديد وكذلك سارع الغرب بشقيه الأمريكي والاوربي الى التخلص من خزين اسلحتهم القديمة وتسليمها الى اوكرانيا على أن لا تتضمن اسلحة  بعيدة المدى  ولا طائرات او دبابات متطورة يمكن ان تضرب العمق الروسي فيغضب القيصر ومن المفارقات الاخرى ان يزود الغرب اوكرانيا بكل تلك الأسلحة والامدادات علنا ويحرمون على الروس ان يتلقون اي دعم من اصدقائهم وحلفائهم وفي نفس الوقت يطالبون روسيا بتصدير نفطها وغازها وحبوبها الى اوروبا وامريكا للحفاظ على استقرار الأسواق فيها وكذلك يتم اتهامها بخلق ازمة مجاعة في العالم وهم يمنعون عنها كل شيء وهناك الكثير من المفارقات الاخرى منها ما حدث اخيرا بين بايدن وبوتين  حيث قام بايدن بابلاغ بوتين بأنه سيزور اوكرانيا وبالقطار عن طريق بولندا ليجدد دعمه لها ولرئيسها كي لا يقوم الرئيس الروسي يقصف كييف او طريق مروره بالقطار  بصواريخه وهم ظاهريا أعداء لدودين ويجب أن لا يسمح له بالتحرك داخل ساحة حربه باعتبار الرئيس الأمريكي داعم قوي لعدوه في هذا الحرب حيث يقوم بالتعهد بتقديم المزيد من الاسلحة والدعم لأوكرانيا  ومن هناك يصرح الرئيس الأمريكي ايضا بأنه لن يزود اوكرانيا بطائرات  F16  كي لا تضرب الداخل الروسي  . وهنا يفرض السؤال نفسه  لماذا  يحرص بايدن على عدم ازعاج  بوتين  بالسماح لأوكرانيا بضرب الداخل الروسي وهم ظاهريا أعداء لدودين؟

لماذا يصرون على قتل الاوكرانيين على يد الروس بدلا من محاولة حث الطرفين على الحل ؟ ولماذا يحرص الاتحاد الأوربي كذلك على محاربة روسيا داخل اراضي ومدن اوكرانيا فقط دون السماح لحليفتهم بضرب الداخل الروسي؟ هل هو اختبار لقوة ردة فعل الروس أم هو اختبار للسلاح الروسي والجيش الذي يحمله؟ أم هناك أهداف أخرى قد تكشفها فصول هذه الحرب كلما طال أمدها؟

هنا لابد من مقارنة هذه القضية بقضايانا العربية المستعرة منذ عشرات السنين كقضية فلسطين ومنها منذ عدة سنوات كقضايا اليمن وسوريا ولبنان والعراق وليبيا وتونس وغيرها من القضايا حيث يحرص ممثلو الأمم المتحدة في كل هذه القضايا على ادامة استعارها كما يديم الغرب اشتعال الحرب في اوكرانيا.

يتضح من كل ما مضى ان كل قوى العالم الكبرى لا يهمها أي بلد اذا تم تدميره وابادة شعبه في سبيل إبقاء سيطرتها على الكرة الأرضية وما فيها.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman