الرئيسية / قصة /  فضاء أينشتاين أمام قصري/ بقلم: إبراهيم أمين مؤمن

 فضاء أينشتاين أمام قصري/ بقلم: إبراهيم أمين مؤمن

                 فضاء أينشتاين أمام قصري/ بقلم: إبراهيم أمين مؤمن

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

سِرنا على الدرب أُضيء لكَ نورًا ملائكيّاً ينمو بين عينيك شموسًا تتلألأ، فأسدلت شيطان أجفانك، فسيقتْ إلىّ شياطين الظلام.

ولقد عبّدتُ لك دربك، تنمو بين خطواتك أزاهير عطرة، تربتها حصباء من اللؤلؤ، تُروى من أنهار عذب سلسبيل.

كلما مشيتُ.. طرق أذنيْك خرير ماء عندليبي، فأدميتْ قدمي بالأشواك، ولم أسمع منك إلا موسيقىً شاحبةً متهدلةً، ثُمّ طرق آذاني صواعق البرق الخاطفة الأبصار.

وآخر الدرب بنيت لك قصراً يطوف حوله حمام الحمى، لبِنات من حبي، إنه مُلْك مقدس، قدسه الإله، فانهدم فوق رأسي ب..ب.. بالرحيل.

قلتُ أتلو عليكَ تراتيل الوفاء بلهفة وتوسل، وتلوتُ، وما زال رماد صوتي المحترق يعلو بألحان تحثك على الوفاء، وشكر الفضل والعطاء، فوليتَ.

جئتك تلقاء وجهك ألا ترحل، سأحترق، سأتمزق، سأنهدم … فوليتَ مُتكأ ً على عصا الرحيل، تكبو وتنهزم.

أتختم أكتافنا بوشم الهجر واليباب!

ولِمَ الرحيل وفيه اتكاء وانهزام؟

ولِمَ الرحيل وفيه إظلام دربي وهَوَاء صرحي؟

أتريد أن نُحدّق معاً في وجه الفناء!

وننظر في أناملنا التي تلمستْ عمياء في بصمة من الجحيم!

أتظن أن هناك ماء أعذب من مائي!

ودرب أخصب من دربي!

ونور أسطع من نوري!

وصرح أشيد من صرحي!

تالله لن تجد غدًا إلا أن تقضم مخالبكَ، وتأكل صغارك، وتكون وثبتك وثبة العجائز. وتعيش في لُجج من ظلمات بعضها فوق بعض.

 

مضى …وأذن الفجر

انتظرت مكاني فقد يعود، حتى نسج الليل خيوط النور التي ظهرتْ ملامحه في القِباب ورابية قصرى العالية.

لحظات من الأمل تغذيها غريزة البقاء، رغم فراغ قلبي المتقلب على جمر نضيج يهوى من الجحيم.

ثوانٍ تمر من الفضاء السحيق السحيق كأني أصّعّد في السماء، ولقد هرمتُ وأنا في مكاني.

وما زالتْ عيني تترقب عودته.

نظرتُ إلى القمر قبل الأُفول، لمْ يعد يطلّ على جدران قصري.

وإلى الشمس التي حجبتْ نورها عنه.

وذبلتْ الأزهار بين خرير الماء المتعفن وهجر الشمس.

وسقط حمام الحمى متكسر الأجنحة.

وتحول كل شيء إلى أطلال بعد الغدر ونبذ الوفاء.

 

                       بقلمي …إبراهيم أمين مؤمن

 

مراجع النص ..

الثقوب السوداء -النظرية النسبية لأينشتاين -التمثيل الضوئي-خواص الأسود-البحار

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman