فوق السرير
إلى روح الشهيد الأديب فرهاد عمر السليفاني
بقلم: عصمت شاهين دوسكي
فوق السرير يا صديقي
ثلاثون مرًت فوق السرير
لا الجراح هاجرت
لا الأحزان نأت
ولا ستار حجب الضمير
لا الحروف بلا أحساس
لا الأنفاس بلا أنفاس
وكتابات تبحث عن بشير
لا مُخلًص من الآلام
لا زائر مع الأحلام
كلٌ في يديهِ شهادة تقدير
هذا ما جنته جراحتك على السرير
هذا ما جناه نضالك مع الضمير
مجرد زيارات وإشفاق
مجرد كلمات واحتراق
والفاسدون يتنعمون على الحرير
****************
أطوى القلم على ميلاده
لم يعد العمر سعادة
فاكتوى بنار الحب
وترك الحب يروي مداده
من أين يأتي حداده؟
من أين يأتي سهاده؟
يطوي الليل ساهرا
يناجي آلامه بلا هواده
قل لي يا راحلا خلف التراب
ماذا ترك لك الأصحاب
بلاد جريحة أم بلاد ذات سياده؟
**************
ثلاثون مرت كل صباح ومساء
والقروح تمتد مداً رغم الدواء
ثلاثون مرت مع القديسة والأزمات
والسرير يعاني من جسد بلا حواء
أيها الراحل بعد العناء
صبرك الطويل أيقظ الداء
كلما لمحته بابتسامة
كلما دنى منك وجه الفناء
*************
رضيت بشرائعهم، قوانينهم
كتبت لهم، مجدتهم، رفعتهم
من عشقك للأرض
بصمتٍ مدهمٍ بكيتَ لهم
فوق السرير تركوك مع الجراح
فوق السرير لم تقل لهم المباح
نزيف جسدك ظل نازفا
يرسم للصباح نور الصباح
اعذرهم، مشغولون بالقصور
فرحون بجمع الدولار المسرور
محاطون بالخدم والسيارات
تاركين الداء يأكل جسد مبتور
***********
رحيلك يا صديقي
ترك السرير حزينا
أبكانا وأبكى حاضرنا ماضينا
وسادتك لم تعد تلم دموعك
منديلك لا يمسح دمعا يواسينا
رحيلك يا صديقي
شهادة إن مستقبلنا يئن أنينا
فلا عاد لنا شك بالحاضر
ولا عاد لنا بالمستقبل يقينا
