الرئيسية / مقالات / في غزة، العين تهزم المخراز / بقلم: د. أحمد الأفغاني

في غزة، العين تهزم المخراز / بقلم: د. أحمد الأفغاني

أطفال.. نساء.. شيوخ.. هؤلاء هم ضحايا قصف همجي لقوات الاحتلال على غزة، غزة الصمود، غزة التحدي، غزة هي التي ستغير مجرى التاريخ، بدماء الشهداء تكتب غزة تاريخ جديد في العصر الحديث، عصر باتت آلة الكذب الدولي واضحة أمام أعين أطفال عالمنا، فلا حقيقة لكل هذه الديمقراطيات والأحياء في إظهار أن من يدعون محافظتهم على حقوق الإنسان هم أنفسهم من يدوسون على حقوق الإنسان بأقدامهم..

 

في غزة، يظهر طغيان هذا الاحتلال الفاشي..

 

في غزة، دماء زكية تسيل لتروي تراب الأرض..

 

في غزة، أطفال يلهون فوق ركام منازل دمرها احتلال ظالم لم يجد من يوقفه..

 

ولكن في غزة، العين تهزم المخراز

 

في غزة، أطفال يفضحون كل من تسول له نفسه أن يتاجر بقضية شعب فلسطين التاريخية

 

لقد اشتدت حرارة الشمس، وجفت المستنقعات وبانت خيوط المؤامرة وأصبحت واضحة وجلية أمام القاصي والداني، لقد انتفض هذا الشعب الأبي من أجل استرداد حقه المشروع بكل قوانين مؤسسات العالم والتي أقروها على مدار التاريخ، هذا الشعب يدفع ثمن تحريره وتحرير وطنه من احتلال اغتصب أرضه..

 

ما نشاهده من تضحيات يقدمها شعبنا ليس بجديد عليه فهذا الشعب العظيم قدم وما زال يقدم التضحيات من أجل تحرير قدس الأقداس عاصمة دولة فلسطين الأبية، لم ولن يتخلى هذا الشعب عن حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها قدس الأقداس.

 

لقد بات واضحاً إن الحرب هي حرب أمريكية فلسطينية، وأن إسرائيل هي غلاف صنع من كرتون لإرهاب المنطقة، وبالتالي نحن وجميع أمتنا العربية نعلم جيداً بأن هذا الكيان الوهمي الذي احتل أرضنا والتي تمثل قلب الوطن العربي هو مطلب أمريكي صهيوني وضع كخنجر في قلب الأمة العربية، وبالتالي يجب أن نكون حريصين على نبذ وخلع هذا الخنجر لكي لا يستمر نزيف الدم العربي،، إن هذا الطوفان بدء من أجل معركة الخلاص وليس من أجل حلول وسطية أو حلول مؤقتة، فإن التضحيات جسام وعلينا أن نصمد من أجل تحقيق هدفنا في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 

إن ما نشاهده الآن من مواقف دولية وعربية لا يرتقي إلى حجم الدماء التي سالت، وعلى جميع دولنا الشقيقة استخدام كل أسلحتها المشروعه قانونياً، ورفض ما يجري على الأرض والتي أوصلت إلى تدمير وقتل وافتراء على شعب فلسطين وتدنيس لكل مقدساته بدءًا من المسجد الأقصى ووصولاً إلى أقدم كنائس العالم..

 

علينا أن نخطو تجاه التعبير الحقيقي لرفض هؤلاء الطغاة، فإن دعوة وزيرة أسبانيا للدول الأوروبية لقطع العلاقات مع إسرائيل وحظر على الأسلحة وعقوبات اقتصادية، وتأكيدها على أنه لا يزال هناك إمكانية للتحرك من أجل وقف الإبادة الجماعية، كان يجب أن تكون هذه الدعوة صادرة عن رئيس جامعة الدول العربية التي لم تتحرك إلا بإصدار بيان هزيل لا معنى له، على دولنا العربية أن تقف إلى جانب هذا الشعب الذي ما زال يدفع ثمن كبير من أجل حماية أقصانا وحماية الأمة العربية، ولا يعتقد البعض أن المعركة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني هي فقط من أجل فلسطين، بل إن غزه هي الآن خط الدفاع الأول عن الأمة العربية، غزة هي التي تحمي حدود هذه الأمة وتقف في وجه أطماع هذه الدولة العنصرية التي تظهر بشكل جلي أن دولتها (إسرائيل) هي من النيل إلى الفرات ،، لا تقفوا متفرجين لأن السقوط يعني الهزيمة لكل أمتنا العربية.

 

خذوا قراراتكم واحموا مصالحكم، لكن يوجد أسلحة كثيرة يمكنكم استخدامها من أجل وقف هذا النزيف وحل هذه القضية التي استمرت أكثر من 75 عاماً.

 

أوقفوا العلاقات وامنعوا نفطكم عنهم واطردوا سفراء هذا الكيان الغاصب، وهذا أقل ما يمكن أن يقدم لشعب يذبح على مرأى الجميع.

عن Xalid Derik

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الكتابُ … / بقلم: أحمد بريري

  الكتابُ خيْرُ صحْبي فيهِ تلقَى المعْلوماتِ منْ علومٍ وقرِيضٍ وتاريخِ الموجوداتِ ...

أحلم بعيون ذكية / بقلم: سامح أدور سعدالله

أحلم بعيون ذكية أتغمض عيناي الغبية  ذكائي؟ تلك هي المعادلة التي تحتاج ...

قصيدة”سكارى بالكرة” للشاعر مصطفى معروفي/ بقلم: عبد الرحمن منصور

1ـ القصيدة: سكارى بالكرة شعر:مصطفى معروفي نظـلُّ بهـا علـى وهْــمٍ سـكـارى***و قد ...

الفصام / بقلم: عــبــدالناصر  عــلــيوي الــعــبيدي

  ———- الــصدقُ فــي الإنــسانِ خيرُ فضيلةٍ فــــعــلامَ تــكــذبُ أيــهــا الــكــذابُ – ...

أشياؤها الخمس / بقلم: فراس حج محمد

  [محاولة رثاءِ امرأةٍ ضاعت في جنون الحرب]   أشياؤها الخمسُ التي ...

الأخلاق في رواية عشيق السيدة تشاترلي للكاتب دي إتش لورانس / بقلم:محمد عبد الكريم يوسف

  أثارت رواية دي إتش لورانس “عشيق السيدة تشاتيرلي” الجدل والنقاش منذ ...

السياسة في أنتوني وكليوباترا / بقلم: محمد عبد الكريم يوسف

    في مسرحية ويليام شكسبير “أنتوني وكليوباترا”، تلعب السياسة دورا مركزيا ...

نزل المطر/ بقلم: آمنة بريري

نزل المطر   فاصطبغ الكون بالصفاء والسموّ   وسرت نسمات شذيّة تلامس ...

واحة الفكر Mêrga raman