في قواريرِ عشبها أسرارُ الشفاء/ بقلم: مرام عطية
_______________________
يامن تسفحُ الوردَ لتبلغَ المجدَ
وتنفث السمَّ في صحني لتحصدَ سنابلَ الغدِ
قالتْ شجرةُ الإنسانية لشيطانِ المالِ
هيهاتَ هيهات أن تكونَ مرامي
أو أن تصطادَ أسماكَ أحلامي
لا لن أجوعَ وأبي يسكنُ الغيم
وأمي تكون الأرضُ
نوارسي البيضاءُ وصواريخكَ الكالحةُ قطبانِ متضادان
قلبي شجرةُ ليمونٍ توزعُ ثمارها على المسكونة
لا تميزُ بين فقير أو غني بين أبيضٍ أو أسود
وقلبك منحوتٌ من البازلت
فولاذهُ لا يلينُ لأوجاع عجوزٍ ولا ينثني لرجاءِ أمومةٍ
أهديكَ لآلئي وزيتوني
فتلبسَ الريحَ وتحتطبُ زنابقي وليموني
يامن تصدَّرُ الفيروساتِ والربيعَ الأسود
لا لن تسلمَ من غضبِ أمِّي
ولن أنتظرَ منكَ دواءً أو غذاءً
أمِّي ستفرشُ حقولَ القمح وتوزِّعُ خبزَ الحياة
في قواريرِ عشبها أسرارُ الشِّفاءِ
في كرومها شرابُ الفرحُ
والشمسُ السنيَّةُ صديقتي الحبيبةُ
تشربُ قهوتها على شرفتي
وتدعوني لمائدتها الذهبية كلَّ فجرٍ
أنا -شجرةَ الوردِ -جزيرةُ النقاءِ
شغفُ العاشقين بالجمالِ
أكرزُ للفنِ، أرسمُ العيدَ بالألوانِ
وطني بستانٌ أخضرُ
قميصي الأحمرُ أرجوحةٌ للأطفالِ
للحبِّ أهدي خوابي عطري
وللريح أذخرُ أشواكَ جسدي
شفتايَ قصائدُ نورٍ ودموعي سحائبُ مطرٍ
حتى ينقشعَ عن العيون الظلامُ
ويعمَّ السلامُ على الأرضِ
__________
مرام عطية
