قراءة في تجربة التشكيلي السوري نهاد عبد القادر
إخراج وترتيب الأدوار لكائنات في زمن الانحطاط
ما يقدمه التشكيلي نهاد عبد القادر في أعماله الأخيرة بعد مغادرته سوريه، أشكال يضعنا من خلالها في وجودية هشة … يصعب علينا تصديق ما يجري من أهوال
نهاد، عجنت مشاعره في سهول الشمال وضفاف الفرات، أخذ ألوانه ومفردات أعماله من الغرب والغرنوب والحرمل لكل نبات أو حيوان قصه لديه…يخلق منها أشكال غرائبية عند التمعن في أعماله وفي تصوره هو. لكل فصيل من هذه الكائنات الحية ممالك ومجتمعات تعيش في عزلة كإفراز طبيعي لم يشوه بعد…. تحكمها قوانين الطبيعة.
نعم إنه الجزء المفقود والمهمش لحسن حظها في ظل عنجهية الإنسان ضد الوجود.
أصبحت المساحة البيضاء عند نهاد مستباحة لكائنات وكأنها معدلة وراثياً يتم تهذيبها بكيمياء اللون لتعلن عن وجوهنا الحقيقية.
كائنات بوجه إنساني وجسد حيواني أكلتها الحيرة في فضاء رمادي متغير حسب الحالة، ابطال لقصص وميثولوجيه وآلهة للحرب ولكن هذه المرة يرسمها نهاد بموقف الضعف والخوف في زمن التحولات والخراب الذي لحق بنا.
موروث عفى عليه الزمن استيقظت في غفلة قد تكون مفتعلة في غياب الحقيقة…حيث هيمنة روحه القلقة تنساب في أبسط تفاصيل عمله الفني والخطاب البصري يخلق تساؤلات كثيرة لدى المتلقي الذي يعيش في نفس البيئة وهذا يسهل عملية التفاعل في تحديد دلالات العمل.
للتذكير…. التشكيلي نهاد عبد القادر من مواليد ١٩٧٨ تل ايلول الدرباسية
درس في مركز الفنون التشكيلية في مدينه الرقة قسم الغرافيك
عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين
مقيم حالياً في بيروت
لديه تسعة معارض فردية، كان آخرها في بيروت غالوري زمان تحت عنوان حقائق فارغة
له العديد من المشاركات الجماعية داخل وخارج سوريا.
بقلم: يوسف محمود
