كنا نلتقي/ بقلم: ربا وقاف

صوت الجاز القادم من الشقة المقابلة
روائح المطعم الهندي
والنادل الإيطالي بسرواله العريض..
هناك الكثير الكثير لنذكره..

كنا نلتقي
لنعجن الحكايات ونصنع منها حلما لن يتحقق
نقرأ الشعر..
ونبكي لنهاية قصيدة اتكأت على عجزها.
نقرأ ولا نمل.

كنا نلتقي
لننسى أننا أخيلة الضجر
لنعيد الشجن لعود عبد الوهاب وصوته..
نسمي الأغنيات بأسماء الشوارع ونرقص على مفارقها.
نربط جدائل العصر بالصبح..
نبارك لرائحة القهوة فوحها
وننتظر.. ننتظر حتى يفوت العمر..

احتجت زمناً طويلاً لأعيد ترتيب أحجياتي
لأصدق أن الوهم حقيقة
والقطيعة ضجر
أشهر وأشهر.. لأقف على حافة الليل وألملم أمنياته عن الجسر..
زمناً.. زمناً لأتعلم الدوران في مساحة القلب.
ها أن أفتح ذراعي للريح
وأدور وأدور
رامية بقبعتي
وشالي
وفستاني للهواء وأتكوّر..
أشعر أنّي
الآن أتحرر.

وأنا
أنا الآن
لا أريد أن نلتقي.

ربا وقاف، شاعرة

26/01/2020