كُل بعقلي قطعة سكر / بقلم: ساره الشريف
———–
عزيزي ..
أتذكر عندما التقطنا صورة لنا
ذاك اليوم ..
كانت هناك شجرة
تحولت إلى اطار
واحتضنتنا .
قرأت اليوم بالصدفة
إن ” العطاء هو أول عطر يخرج من شجرة الحب .”
لأحمد بهجت.
العطاء ..
العطر ..
الحب ..
هذا المثلث .. وبهذا الترتيب يُعرف الحب .
هذا المثلث البسيط ذكرني برواية “العطر” لصاحبها “زوكسيند” .
هرعت سريعا ابحث عنها ما بين أرفف مكتبتي لأتصفحها من جديد .
يقول الأب تيرير :
(( عندما يقرع هذا الباب .. فلابد أن الأمر يتعلق بالمال ..
تمنيت لو أفتح هذا الباب مرة لأجد إنساناً يطلب شيئاً بسيطاً، عرفاناً بالجميل، بعض الفاكهة مثلاً ، أو بعض المكسرات.
ففي الربيع هناك الكثير مما يمكن للإنسان أن يجلبه. بعض الأزهار مثلاً .
أو حتى أن يأتي أحدهم ليقول
حياك الله .. أتمنى لك يوماً سعيدا”. ))
وأنا هنا تركت الباب مفتوحاً
لا حاجة لك لقرعه .
ولا اتفق مع الأب “تيرير” …
لا تجلب شيئاً معك.
عرفاناً بالجميل
هو أن تاتي
بعينين ضاحكتين
عينين آكل منهما ولا اشبع .
عرفاناً بالجميل
هو أن يسبقك عطرك
بخطوات
كافية ليتدفق الدم في عروقي ..
ويسبقني عقلي
عند الباب.
عرفاناً بالجميل
أجعل اليوم سعيداً ..
بأشياء بسيطة
كأن تبل ريقي
بكلمة
اشتهيها منك دائماً .
كأن تأكل ما تبقى من عقلي
بقطعة سكر
أو ..
حبة ملح
قبل أن تأكله أفكاري وبناتهن .
عرفاناً بالجميل ..
أن يجتمع
حديثك
و فنجان قهوتي
و ..
و أي رصيف
ولا باب لنا لنقرعه .
نخبيء الكثير من الضحكات
في جيوبنا
لكي
لا ..
تكون فارغة تماماً
من ..
كل شيء .
ونبتسم في وجه الريح
و نلتقط الصور
نكاية بها .
أحبك ..
ليست كلمة
إنها عطر يرشه قلبي ..
ليمتليء به.
سارة الشريف/ليبيا
