لماذا الإطالة في قضايا العرب؟
بقلم: خالد السلامي
ـــــــــــــــــــ
أمة يبلغ تعداد سكانها حوالي(٤٥٠٠٠٠٠٠٠) أربعمائة وخمسون مليون نسمة وتسكن على مساحة تبلغ قرابة (١٤٠٠٠٠٠٠) أربعة عشر مليون كيلو متر مربع في موقع حاكم على اهم طرق المواصلات العالمية برا حيث يربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وبحرا مسيطرا على اهم الممرات البحرية من قناة السويس إلى باب المندب إلى مضيق هرمز إضافة إلى مضيق جبل طارق الذي سلب منها نتيجة لضعفها وجوا حيث تتوسط بأجوائها كل أجواء العالم.
تلك هي أمة العرب التي تمتلك بالإضافة إلى ما تقدم خيرة الثروات الطبيعية والتي لو استغلتها ستجعل منها قوة جبارة تضاهي القوى العظمى كالنفض والغاز وأنواع المعادن الصناعية الأساسية إضافة إلى الأرض الخصبة والمياه الوفيرة والثروة البشرية الهائلة التي تضم بين صفوفها خيرة العقول والخبرات في كافة المجالات خصوصا السياسية والاقتصادية والعلمية والدينية والقضائية والاجتماعية التي تمكنها من حل كافة مشاكلها الداخلية سواءً داخل أقطار ها أو فيما بين تلك الأقطار ولا تحتاج إلى انتظار الحلول من الخارج الذي يسعى بكل جهده لإطالة تلك المشاكل من اجل انهاك هذه الأمة ونخر قواها واستنزاف قدراتها لغرض إبقاء هيمنته عليها والتحكم باقتصاداتها وسياساتها وامنها وتأمين مصالحه الأمنية والاقتصادية والتوسعية من خلال جعلها أسواقا دائمة لمنتجاته العسكرية والصناعية والزراعية المتنوعة .
فالاعتماد على الخارج المتمثل بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تسيطر عليها قوى الفيتو العالمية لن يجدي نفعا في خلاص الأمة واستقرارها مطلقا وإن أراد حكام هذه الأمة الأمن والاستقرار والتقدم لأمتهم واللحاق بركب العالم فعليهم أن لا يسمحوا لأي طرف خارج حدودها بالتدخل في مشاكلها والبدء بتفعيل دور الجامعة العربية ومأسسة القمة العربية لتكون البديل المضمون عن تلك المنظمات والأطراف الدولية التي يجب أبعادها عن كل قضايا الأمة والتي هي في الأساس لها اليد الطولي والأولى في إثارة كل المشاكل التي تعاني منها أمة العرب .
