لما عصي اللقاء يا قمري
وأنا من خلقت من
ثنايا روحي قديساً
أهيم في ملكوتك الأعظم
خلف الكون تأخذني سواحلك
ويحتشد بي الحنين
لتبحر بي للقاء
بين الحلم والانتظار
يا من عرشك استوطن كياني
بزنابق من الشوق كساني
فأشواقي يا ملهمي
اخترقت حدود ضفافي
بمشاعر تمحورت بين أضلعي
احتلت وجداني
شهقات تخرج من أنفاسي
تناجي قلبك
وإعصار عنفوان موجك
اقتلع أشجار عمري
في ميناء أوردتي
ليرسلني إلى قاع الضياع
أفتش بين أحداق الفجر
أتوه في الطرقات
أطرق أبواب الصبر
أبحث عن همسي
فيمزقني الضياع
وتفترسني الغربة
والنبضات تبقى
مغلولة في مشنقة الصمت
تترنح خائفة من البوح
تغتال آمالي المعلقة
على أكتاف الزمن
يا ذَا الإلهام والوحي
أين كفك الزمهرير على جبيني
وطيفك في يقظتي
وحتى في منامي
يتجذر وينمو بداخلي
كَــ ورد الربيع
يسقيني الشهد ويذيب صلابتي
يدغدغ نضج أنوثتي
تحت خمار الخجل
يا من أحببتك بطهر طفلة
بقلب أم تخشى عليك نسيم
يلفح طرف الأجفان
اكتبني لروحك نفساً
هب لي بعضاً منك
وخذ خيطاً من روحي
طرز معك حلم عمري
أسكنني بأطراف أصابعي
وإن ضاقت الأحزان
باتت نسائم
كلمات ليست كالكلمات
في هدهدة الليل
وتغفو على عتبات القمر
جيان مراد
شاعرة
