لوحة ٤
بقلم: أحمد سلايطة
في مدينة عتيقة يقول بائع الكعك:
أنا لا أبيع الكعك،
بل أمشي على مهل
كي لا أدوس على الكلمات
أقف في زاوية؛
لا تعرف سوى الانتظار
يسألونني المارةُ كل صباح
فأُجيب الصباح بالصباح
تمّرُ إحداهنَّ … ويصيح أحدهم
سُرقتْ العربة …سُرقت العربة
أُصبتُ بداء الصمت
والتهمت الأبجدية حروفي
لملمت شتاتي على عجل
والمنادي: سرقت …سرقت
قلتها بارتباك: أنا لا أبيع، لا أبيع
ذهبت إلى البيت هارعًا
أبحث عن كراسة وقلم
أضعت وجهها في ركام ذاكرتي
أشتد البيت قتامةً
أهرب إلى أزقة الحي
لعلي أرتاح
مرت الأيام بلا استئذان
في آخر أيامي قال الانتظار:
سمعت كل الأحاديث
وتخطوك بكلمات
ليست كالكلمات
وحدك من تبددت رؤاه،
رأى حصاني المشهد
فحمحم وصهل
ورفع قوامه للأعلى
وتبللت ملابسي
ذهب الجميع
ولم يبقى سوى الانتظار …
